يقف أمام "عربة فاكهة"، لبيع المانجا للمارة بميدان الجيزة، بعد عام واحد من رفعه علم مصر أمام الجماهير في إيطاليا، أثناء تتويجه بلقب أفضل لاعب كرة قدم للصم والبكم على مستوى العالم. 
"عدم توافر دخل ثابت"، هو السبب الرئيسي لعودة اللاعب المصري طارق الجزار لبيع الفاكهة، ليروي ، أنه بعد أن ترك تلك المهنة المتعبة عند وصوله للعالمية، اضطر لممارستها مرة آخرى، لأنه يعمل في وحدة الرصف بالمحافظته أسيوط بأجر زهيد لا يتجاوز الـ350 جنيه شهريا، دون توظيفه بصفة رسمية.
كشك صغير لبيع الحلوى والسجائر بمنطقة المرج، ملاذ جديد للجزار لزيادة دخله، عندما يقل مكسبه من بيع الفاكهة بالجيزة، لينهي عمله بعد منتصف الليل، ذاهبا إلى أقرب ملعب خماسي لممارسة التمارين الرياضية، حتى يحافظ على لياقته.  
أثناء تدريبات المنتخب المصري، يحصل أفضل لاعب في العالم على 800 جنيه في الشهر، وهو "مبلغ مميز" عكس اللاعب الغير أوليمبي، الذي يتقاضى 30 جنيها في "التمرينة الواحدة".
قصة الجزار تتشابه مع حكايات الـ22 لاعب لمتخب كرة القدم للصم والبكم، ويحكي اللاعب العشريني، أن الفريق المصنف ضمن أفضل 3 منتخبات على مستوى العالم، لم يوفر للاعبيه دخل ثابت، فأحدهم يبيع "الفول والطعمية"، وآخر يعمل في حرفة "النقاشة"، بالإضافة إلى عمل زميله كـ"مكوجي" بإحدى المناطق الشعبية.
60 مترا فقط.. هي مساحة الشقة التي يعيش فيها الجزار مع زوجته وطفليه، بالإضافة إلى أخان وزوجتهما وأبنائهم الـ6، وأخيه الصغير الذي انهى خدمته بالجيش منذ عدة أسابيع، والذي يتولى اللاعب العالمي مسؤولية الإنفاق عليهم جميعا.
مشاعر مختلطة لمست قلب اللاعب المصري، بعد أن انتشرت قصته على مواقع التواصل الاجتماعي، ليشعر بتقدير المصريين للصم والبكم، وإعجابهم بعزيمة متحدي الإعاقة في مواجهة كافة الظروف الصعبة، إلا أنه أحس بالضعف و"قلة الحيلة"، فبعد أن حقق إنجاز لم يصل إليه أي لاعب مصري أو عربي أو إفريقي، وصل بيه الحال لبيع فاكهة مجددا،"بصراحة صعبت عليا نفسي أوى" 
"قطعة أرض صغيرة وكشك بسيط".. هما ما يتمناه الجزار من المسؤولين، لتوفير حياة كريمة لعائلته، حالما ببناء منزل واسع على تلك الأرض، والعمل مع اخوته في الكشك، كما يرغب في الحصول على مرتب ثابت، "مش عايز أقبض زي لاعبيه الأهلى والزمالك، ولا أخد فلل في مارينا، محتاج بس مرتب يكفيني".