منذ 5 أيام استطاعت هايدي نجيب، بمساعدة والديها، شراء سيارة خاصة بها، لتقرر تسخيرها لخدمة الفتيات فقط، ونقلهن إلى الأماكن التي يتطلعون للذهاب إليها، وهو ما فضلته في الوقت الحالي مع عدم تمكنها من العثور على فرصة عمل، وهي لا تزال طالبة في السنة الرابعة بكلية التجارة جامعة القاهرة.
تقول «هايدي» إن الفكرة خطرت لها منذ نوفمبر الماضي، حينما اتفقت مع زميلةٍ لها بتوصيلها بسيارة والدها، لترغب في شراء سيارة خاصة بها لتمارس ذلك العمل.
الخدمة مقدمة لـ«السيدات فقط»، لأن أغلبهن يتعرضن للإرهاق وبعض المضايقات من سائقي سيارات الأجرة حسب قولها، لكن في حال وجود أسرة بأكلمها لا تستطيع منع الزوج من اصطحاب زوجته، كما أنها متاحة للأجانب لنقلهم من مطار القاهرة.
لا تمانع في خوض رحلات السفر للسيدات، وسبق لها أن نقلت بعضهن إلى المنصورة والإسكندرية، كما من المقرر أن تتوجه إلى الساحل الشمالي حسب اتفاق أبرمته.
أوضحت «هايدي» بأن الخدمة لها مقابل مادي، ويتم الاتفاق عليه مع الزبون من خلال الاتصال الهاتفي قبل أن تتوجه إليه، وتحدد المبلغ طبقًا لاطلاعها على المسافة التي ستقطعها، والوقت الذي ستستغرقه.
الفكرة أثارت تخوف والديها في بادئ الأمر، إلا أنها استطاعت الحصول على موافقتهما بعد طمأنتهما، من خلال حرصها على اتباع بعض وسائل الأمان: «باخد بطاقة الشخص اللي بيركب معايا وبصورها، وببعتها لوالدي أو لوالدتي، وبقول لهم رايحة المشوار الفلاني، و في نفس الوقت ببقى مشغلة الـ(GPS) وبربط تتبعي بموبايل والدي أو والدتي، ومعايا صاعق كهربائي في العربية عشان لو حصل حاجة»، إلى جانب إنهائها للعمل مع غروب الشمس، نافيًا التعرض لأي مضايقات أو مكالمة كاذبة حتى الآن.
ترفض «هايدي» فكرة الانضمام لـ«أوبر» أو «كريم»، لتفضيلها أن تكون الخدمة للسيدات فقط، بينما استبعدت فكرة تأسيس تطبيق إلكتروني لتوصيل النساء فقط: «أنا مش مبرمجة والأبلكيشنز ملت البلد».
ترويجًا لفكرتها كتبت منشورًا على «فيس بوك»، بإحدى المجموعات النسائية السرية، لتوضيح التفاصيل، وأرفقته بصورة تقف فيها بجوار سيارتها، ومن ثمّ رأت إحدى العضوات، وتُدعى «علياء السكري»، ضرورة اقتباسه على حسابها الخاص، من منطلق متابعتها من قِبل كثيرين.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1500290243397189&set=a.540881842671372.1073741835.100002486823674&type=3&theater
في المنشور حددت «هايدي»: «لو حد بيروح الشغل و عاوزة حد يوديها ويجبها أنا جنب المعادي وحلوان»، وهنا أردفت حديثها موضحةً أنها تقطن في منطقة حدائق حلوان، وهو ما دفعها للتنويه إلى ذلك، وبررت: «يعني مثلاً لو واحدة كلمتني قالت لي أنا في مصر الجديدة وعاوزة أروح مدينة نصر أكيد الموضوع مش هيبقى منطقي شوية، لإني كده هاجي لها من حدائق حلوان عشان أوديها مشوار صغير».
من واقع توصيلها للسيدات، استبعدت فكرة استغلالها لسيارتها الخاصة والتعامل معها كـ«أجرة»، ودافعت عن نفسها: «دي مش أجرة، ده اتفاق مع الشخص اللي هوصله، أنا مش ماشية في الشارع وباخد أي حد».
في الخمسة أيام الماضية فوجئت بالإقبال الكبير من جانب السيدات على الخدمة، ولا تنقطع عنها المكالمات الهاتفية ولا حتى الرسائل على تطبيقي «ماسينجر» و«واتس آب»، حتى قالت ضاحكةً: «بفكر أجيب سكرتارية عشان يردوا على التليفونات».
لن يؤثر نشاطها على دراستها في السنة النهائية بكلية التجارة حسب قولها، مؤكدةً على أنها ستكتفي بالقيادة في أوقات الفراغ فقط.