في بداية دخول الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882م أعلنت السماء عن غضبها في مصر وبلاد الشام "فلسطين وسوريا ولبنان" لتشهد مصر أمطارًا عنيفة وكسوفًا كليًا للشمس اضطر قوات الاحتلال بمصر لدعوة كافة العلماء من أوروبا "فرنسا وإيطاليا" لرصده بالصور الفوتوغرافية قبل ارتحاله لصحراء جزيرة العرب والعراق وإيران.
قبل سقوط الأمطار بعامين، وفي عام 1880م، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية جفافًا كبيرًا، وسخرت الصحف والمجلات التي كانت تصدر في بلاد الشام مثل مجلة المقتطف قبل انتقالها لمصر بسنوات عديدة من حكاية الأمريكي الذي أراد اصطناع الاستمطار بإضرام النيران في الحطب وباستخدام البارود.
يُذكر أن 14 ولاية أمريكية تستعد لاستقبال ملايين الزوار الذين سيحضرون لمشاهدة كسوف الشمس الكلي، وذلك يوم الإثنين. وقالت وكالات الأنباء العالمية إن كسوف الشمس الكلي المنتظر ظاهرة ستحدث مرة واحدة في القرن الحالي، وسيغرق أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة في الظلام.
وأضافت وكالات الأنباء والمواقع الإليكترونية أنه يتوقع أن تبدأ الظاهرة، الإثنين، بعد التاسعة صباحا بقليل، بتوقيت الساحل الغربي، وتنتهي بعد الرابعة عصرًا بتوقيت الساحل الشرقي.
المصريون في عام 1882م الذين ربطوا بين الظلام وبين غضب السماء جراء الاحتلال الإنجليزي لمصر شاهدوا ظلام الشمس في وضح النهار، بعد أن كانوا شاهدوا الظلام جراء تكاثف الغيوم السوداء في السماء وهطول الأمطار الكثيفة. وقال مراسل "الأهرام" وهو يصف حال سقوط الأمطار في الإسكندرية والقاهرة: "هطل الغيث مدرارًا ولم تزل سماؤنا معكرة وقد انقطع الجولان، وترى طريق الأزبكية وقد غمرها المياه إلى الرصيفين وزاد الوحل في السكك، ويقال إن بيوت الفقراء يخشى عليها من السقوط إذا لم يستعد أصحابها لاسقتبال الأمطار بهذه الأواني".
بعد نزول الأمطار في المنطقة العربية رصدت المقتطف كسوف الشمس، حيث أكدت أن الكسوف في بيروت سيكون جزئيًا، ولكنه مهم رصده، أما في في مصر سيكون كسوفًا كليًا، لافتة إلى أن "ملت جنرال دولة انجلترا في مصر أكد أنهم رصدوا الكسوف الكلي للشمس في مصر الشهر الماضي، وأن الإنجليز والفرنساوية والإيطاليين رصدوا الكسوف رصدًا جيدًا، فاكتشفوا نجمًا ذا ذنب بالقرب من الشمس، واكتشفوا كرة هوائية بالقرب من القمر وصوروا الأكاليل عدة صور".
ويقول مراسل الأهرام وقتها: "ذكرنا استعداد بعض الأوروبيين في مصر لرصد الكسوف الكلي الذي يحدث الشهر القابل (المقبل)، وعلمنا أن الكسوف لن يمكث سوى دقيقة و12 ثانية عند الساعة 8 على معدل دوران الساعة على قطرنا قبل ظهور 17 مايو القادم، وهو يقطع الخط النيلي على مقربة واحدة شمال الأقصر عند المنطقة التي رصد فيها كوكب الزهرة سنة 1874م، ثم ينتقل بعدها إلى صحراء العرب إلى ما يجاور بغداد وطهران، وسيلبث في العاصمة الإيرانية نحو دقيقة 43 ثانية، وسيرى في جهات مرو، ولكنه كلما تقدم في الشرق اخذ في التناقص فلا يرى في الجهات الصينية إلا كسوفًا جزئيًا".
يقول الأثري هاني ظريف لـ"بوابة الأهرام" إن مصر شهدت عدة مرات كسوفًا كليًا وجزئيًا للشمس في العهد الفرعوني، حيث كان الفراعنة يؤمنون أن إله الشمس رع يلتهمه إله الشر "ست" لذلك كانت العادة الشعبية بخروج المصريين في الشوارع والدق على الطبول؛ وذلك لإبعاد إله الشر عن الإله رع إله الشمس حسب اعتقادهم.
وأضاف ظريف أن مصر مقبلة على كسوف للشمس في عام 2027م، أي بعد مرور 10 سنوات من الآن، يعقبه بعدها كسوف ثانٍ للشمس بعد مرور 6 سنوات على الكسوف المقبل.