واقع الكباري المصرية اليوم سيطرح ترجمة مغايرة لكلمة «جديد»، فبالرغم من أن بعض الكباري في مصر مستمر في العمل بقوة منذ 300 عاما فإن الحديث عنها يثير مخاوف بعد تكرار وقائع سقوط كوبري تلو آخر.
بدورها تحرص وزارة النقل من حين لآخر على إصدار إحصائيات بالعمر الافتراضي للكباري والطرق، لتفادي مخاطر الانهيارات، وأكدت آخر إحصائية صادرة في فبراير 2015، وجود 700 كوبري معرض للانهيار، بسبب الحمولة الزيادة وإهمال الصيانة الذي زاد خلال فترة الانفلات الأمني وذلك بناء على تقرير هيئة التعاون الدولى اليابانية (الجايكــا) بعد إعداد برنامج فحص وإدارة صيانة الكبارى في مصر".
ورغم أن إحصائية العمر الافتراضي لكباري المصرية مخيفة، ولكن من الطبيعي أن تنتهي صلاحيتها وتحتاج لإعادة ترميم، والكارثة الكبرى أن تنهار وتتصدع الكباري بعد شهور قليلة من تصميمها أو حتى قبل تسليمها.
 
لم يمر سوى 18 شهرا فقط، على افتتاح كوبري بنها الجديد، وفوجئ مواطنو القليوبية بوجود شروخ وتصدعات في الكوبري، رغم أنه لا يستخدم سوى لعدد قليل جدا من السيارات، مما أثار استياء مواطني القليوبية، مطالبين محافظها اللواء "محمود عشماوى" بمحاسبة المسئولين عن تلك المهزلة.
 
وخاصة أن الكوبري تكلف ملايين الجنيهات، معبرين عن قلقهم من تلك الشروخ، فيما أكد المهندس مصطفى عباس، السكرتير العام المساعد لمحافظة القليوبية، أنه تم إخطار نجوى العشيرى، رئيس مدينة بنها، وجميع الجهات التنفيذية لمعاينة الكوبرى واتخاذ اللازم.
الأزمة لم تكن في كوبري واحد، تبرر حالته بأنه حالة فردية لا ترقى لمستوى القاعدة العامة، فمعظم الكباري الجديدة تواجه نفس الإشكالية، ولم يغب عن المتابعين مشهد انهيار جزء من كوبري طريق "المحلة - كفر الشيخ" الدولى أمام قرية نمرة البصل دائرة مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، من ارتفاع 8 أمتار، في أبريل من العام الماضي، رغم عدم استلامه رسميا، سقط "الدبش" على 6 منازل أسفل الكوبرى، ما تسبب في إصابة عدد من المواطنين.
الأمر لم يختلف كثيرا في حادث كوبري جامعة سوهاج، بحدوث انهيار جزئي لكوبري الجامعة الجديد بسوهاج، بعد تشغيله بـ7 أشهر، فبراير 2016، وعلق أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج آنذاك، ساخرًا: "الكوبرى غير مستعمل والطريق لم يسلم، وهذا هو الإعجاز الهندسي بتاعنا، إن الحاجة تقع قبل تسليمها.."، مشيرا إلى أنه قرر إحالة الشركة المنفذة للكوبري وجهاز التعمير للنيابة العامة.
كما تعرض كمين الروس علوي تحت التأسيس، عند كمين الروس بمنطقة كوم أبوراضي التابعة لمركز الواسطى بمحافظة بني سويف، في فبراير 2015، لكارثة وتسبب انهيار الكوبري في انهيار الشدة المعدنية اللازمة لأعمال الصب، بسبب استخدام مواد ليست بالمواصفات المطلوبة والمعتمدة في إنشاء الكباري، بعد تكلفه وصلت 80 مليون جنيه.
أما كوبري "المنيل"، فانهار جزء منه على طريق المنصورة - جمصة، في أبريل 2015، رغم أنه لم يكن مر على بنائه سوى أشهر قليلة، ما أدى لانقلاب ثلاث سيارات أثناء المرور عليه، وكشفت التحقيقات الأولية عن وجود مخالفات كبيرة وأخطاء هندسية في عملية البناء، إضافة إلى وجود أخطاء في التصميم.