24 يومًا فقط ؛ عُمر رحلة علاجية قصيرة قضتها السعودية "الجازي محمد الهزيمي" في مصر، انتهت بوفاتها إثر معاناتها من مضاعفات عملية زراعة "كلى" داخل أحد المستشفيات الخاصة، واعتبرت النيابة هذه الوفاة أحد أدلة الإثبات على المتهمين في قضية "الشبكة الدولية لتجارة الأعضاء البشرية".
وصلت السيدة السعودية برفقة نجلها فهد نزال، إلى مطار القاهرة في 10 أكتوبر 2016، بهدف العلاج من مرض "الفشل الكلوي" الذي أقعدها على "كرسي متحرك"، بحسب تحقيقات النيابة.
السيدة السعودية بدأت رحلة العلاج بتواصلها مع المتهم "وائل أحمد حسن"، طبيب أمراض قلب ورعاية مركزة، وطلبت منه إيجاد متبرع بـ "كلى" نظرا لمعاناتها من فشل كلوي في الكليتين.
مرَّت أيام حتى توصل الطبيب المتهم للمتبرعّين "ثناء حسين طه ومحمد محمود ماضي"، اللذين يطابقان تحليل توافق الأنسجة "كروس ماتش" مع المريضة السعودية، ثم طلب من المتهم محمود سالم الحلو، مشرف تمريض بمستشفى باب الشعرية، توفير مستشفى لإجراء العملية.
تمكن "الحلو" من الاتفاق مع مستشفى "دار الشفا" الخاص غير المُرخص على إجراء العملية لديهم مقابل 30 ألف جنيه، يحصل عليها مديرها المتهم أحمد رجب عبدالواحد، مدرَّس التخدير والعناية المركزة بجامعة الأزهر.
وداخل مستشفى "دار الشفا" غير المرخص، أجرّت المريضة عملية زراعة "الكلى" في وجود المتهم وائل أحمد، وبالاشتراك مع المتهمين: محمد حاتم، مساعد أخصائي بالمعهد القومي للمسالك البولية وأحمد رجب، مدرس تخدير بكلية طب جامعة الأزهر، ومحمد إبراهيم، استشاري أوعية بمستشفى أحمد ماهر، وشريف إبراهيم أبوالحسن، مدرس جراحة بمستشفى قصر العيني، وعبدالمنعم عوض، فني تمريض بوزارة الصحة، ومحمود عبدالحميد، مشرف تمريض بمستشفى باب الشعرية الجامعي، و3 آخرين.
وساءت الحالة الصحية للمريضة السعودية بعد إجراء العملية، فاقترح المتهم وائل نقلها إلى مستشفى عين شمس التخصصي لإجراء غسيل "كلى"، فوافق مديرها قائلا: "الست دي لو خرجت بره تغسل مش راجعة تاني".
وبعد زيادة أتعابه إلى 40 ألف جنيه تراجع مدير "دار الشفا" عن قراره، وعادت المريضة من مستشفى "عين شمس" إليه حتى نقلها إلى مستشفى الدكتور مجدي سليمان، مدير "مركز رويال للقلب والحالات الحرجة" حيث لفظت أنفاسها الأخيرة في 4 نوفمبر 2016.
وكشفت تحقيقات النيابة أن تكلفة عملية زرع "الكلى" للمريضة الجازي محمد الهزيمي بلغت 100 ألف دولار، دفعها نجلها فهد نزال.
وأسفرت عمليات زراعة "الكلى" بطريقة غير صحيحة، عن وفاة 3 أجانب (متلقين للكلى) وهم الجازي محمد الهزيمي وبتلة مطلق وصلاح محمد يوسف، ومتبرعة تدعى هالة عبدالرؤوف.