عقد الرئيس حسني مبارك مباحثات منفردة أمس مع كل من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بمدينة شرم الشيخ‏,‏ والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن تتعلق بجهود عملية السلام في المنطقة‏,‏ وبصفة خاصة علي المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

كما تناولت المباحثات جهود مصر لعودة الوفاق الفلسطيني ـ الفلسطيني‏,‏ ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني‏,‏ ووقف الاستيطان وصولا إلي تحقيق تسوية تؤدي إلي إقامة الدولة الفلسطينية علي كامل أراضي الضفة والقطاع وفقا لحدود ما قبل‏1967.‏

فقد استقبل الرئيس مبارك صباح أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس‏,‏ وتناولت المباحثات جهود الإدارة الأمريكية لدفع عملية السلام من خلال الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية‏,‏ والوزير عمر سليمان إلي واشنطن في الثامن من الشهر الحالي‏,‏ التي ستركز علي نقل رؤية مصر والرئيس مبارك إلي الجانب الأمريكي حول كيفية تحريك جهود السلام‏.‏

وصرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس‏,‏ عقب المباحثات‏,‏ بأن الرئيس مبارك أكد ضرورة أن تكون القدس جزءا من عملية المفاوضات‏,‏ وضرورة وقف الاستيطان‏,‏ ووضوح المرجعية الدولية لهذه العملية‏.‏

وأكد عباس أنه لا اعتراض علي العودة إلي طاولة المفاوضات‏,‏ أو عقد لقاءات من حيث المبدأ‏.‏ وأضاف‏:‏ سنكون جاهزين لاستئناف المفاوضات دون أدني نقاش‏.‏ وقال‏:‏ إنه سيتم الحكم علي أفكار نيتانياهو عقب عودة الوفد الوزاري المصري من واشنطن‏,‏ حيث سيتم تناول هذه الأفكار وغيرها هناك‏.‏

كما عقد الرئيس مبارك‏,‏ والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني جلسة مباحثات ثنائية بعد ظهر أمس بمدينة شرم الشيخ تناولت جهود تحريك عملية السلام‏,‏ ونتائج زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو للقاهرة الثلاثاء الماضي‏,‏ إلي جانب الرؤية المصرية حول إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط‏.‏

وقد امتدت المباحثات بين الزعيمين علي غداء عمل أقامه الرئيس مبارك تكريما للعاهل الأردني‏,‏ حضره أعضاء الوفدين المصري والأردني‏.‏

وأعلن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية ـ في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة ـ أن مباحثات الزعيمين تطرقت إلي اجتماع اليوم بين وزراء خارجية إسبانيا‏,‏ والأردن‏,‏ وتونس‏,‏ ومصر‏,‏ وفرنسا لتنشيط عملية الاتحاد من أجل المتوسط‏,‏ وإطلاق هذه المبادرة لمشروعاتها التنموية المختلفة‏.‏

وأضاف أن المشاورات شهدت تقويما للموقف الإقليمي‏,‏ ومكافحة الإرهاب‏,‏ والجهد المصري ـ الأردني لتأمين الاستقرار والتهدئة بالمنطقة‏.‏

وأشار إلي أنه أطلع نظيره الأردني علي ما يتعلق بمرور قافلة شريان الحياة إلي مصر‏,‏ وأن وزارة الخارجية المصرية أصدرت بيانا استعرضت فيه بالكامل محاولات الذين حاولوا أن يفرضوا علي مصر إرادتهم‏,‏ مؤكدا أنهم لا قيمة لهم‏,‏ وأن مصر فرضت إرادتها باعتبارها صاحبة أرضها‏,‏ وأن الشعب المصري يرفض محاولات التطويع‏.‏

وقال ناصر جودة وزير خارجية الأردن‏:‏ إن ما تريده مصر‏,‏ والأردن‏,‏ والفلسطينيون هو تحقيق حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية‏,‏ وأشار إلي أن هناك صعوبات جمة تواجهها هذه العملية‏.‏