fiogf49gjkf0d
  • صور موسى مع مبارك والقذافي والأسد تذكير بمدى قربه من الأنظمة الاستبدادية
  • الثوريون يتهمونه بالتخلي عن الثورة وقت الحاجة إليه ..وموسى يقدم نفسه كمصلح وسياسي مخضرم
  • موسى يعتبر وصفه بالحرباء مجاملة له .. ويؤكد : لكنني لن أغير قيمي الأساسية لتناسب العصر
  • ضياء رشوان : موسى لا يزال يتمتع بشعبية لدى المصريين المعتدلين و الأسر الأقل نشاطا من الناحية السياسية

عمرو موسى يسعى لتقديم نفسه كسياسي مخضرم وكمصلح. ولكن العلاقات الماضية يمكن أن تضره أكثر من أن تساعده . هكذا قدم الكاتب مولي فيسك عمرو موسى في صحيفة لوس أنجلوس تايمز .. وأشار فيسك أن موسى خارج مكتبه في مقر جامعة الدول العربية , يعرض صوره مع السياسيين الغربيين : لقطات المصافحة مع ملك اسبانيا والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل والرئيس كلينتون. ولكن في صور أخرى ، يظهر الدبلوماسي , المرشح لرئاسة الجمهورية في مصر, بجانب الرئيس السوري بشار الأسد والزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

هذه الصور تعد بمثابة تذكير بمدى قرب موسى للنظام المصري السابق ، فيواجه الأمين العام لجامعة الدول العربية توازنا صعبا في الأشهر المقبلة ، حيث يحاول تقديم نفسه كسياسي مخضرم و كمصلح.

وقال الشيخ سلمان ، مدير مركز بروكنجز بالدوحة , وهو مركز بحثي في قطر , ” انه قد يكون الرجل المناسب لهذه اللحظة إذا هو يحدد جدول أعمال واضح ويساعد نظام سياسي جديد لينضج” , وأضاف لكن موسى ” لديه ورقة توازن مختلطة إلى حد ما على الصعيد المحلى “.

موسى ، الذي يخوض الانتخابات كمستقل ، اسمه يحظى بتقدير وله جاذبية جماهيرية في مصر أكثر من مرشحين رئيسيين آخرين في التصويت التاريخي ، الذي من المتوقع أن يعقد بعد وقت قصير من الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في سبتمبر . هذه الانتخابات تتضمن محمد البرادعي ، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وأيمن نور الذي تحدى مبارك في عام 2005.

ووفقا لاستطلاع للرأي من قبل مركز بيو للأبحاث وتم نشره في ابريل , حصل موسى على تأييد 41 % من المصريين مقارنة مع نور 32 % والبرادعي 25 % .

بينما قال قادة الإخوان المسلمين ، الجماعة الإسلامية التي كانت ذات يوم محظورة والتي متوقع أن تكتسح الانتخابات التشريعية ، إنهم لا ينوون تقديم مرشح للرئاسة ، على الرغم من أن ذلك قد يتغير بعد الانتخابات البرلمانية .

وفى حديث مع لوس انجلوس تايمز في مكتبه مؤخرا ، وصف موسى خبرته بأنها رصيدا هاما له ، بما في ذلك فترة توليه منصب كوزير للخارجية من 1991 إلى 2001 , وعدد سنوات الخدمة قبل ذلك سفيرا لمصر لدى الهند وسويسرا والأمم المتحدة. وقال إن علاقاته مع نظام مبارك “ليست عقبة كبيرة” لأنه لم يكن ينتمي إلى الحزب الحاكم , الوطني الديمقراطي ” ولم يكن جزءا من السياسات والممارسات والفساد”.
عندما يتحدث موسى ( 74 عاما ) عن الرئيس مبارك ، انه يتبنى لغة النشطاء الثوريين.

قال موسى ” هذا هو الوقت للانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، من سوء الإدارة إلى الإدارة الجيدة ، من نظام نفر منه الشعب إلى نظام قائم على إرادة الشعب” ، وأضاف ” أنا أؤمن بالديمقراطية، وأنا قادر على قيادة عملية الإصلاح التي من شأنها التعامل مع هذا الاضطراب الذي أصاب مجتمعنا على مدى السنوات العشرة الماضية .”

لكن مبارك لم يكن في السلطة لعقد من الزمن (10 سنوات ) – فحكمه استمر 30 عاما تقريبا.
وقال أحمد ماهر ، المنسق العام لحركة شباب 6 أبريل , أن بعض الثوريين يقولون أن موسى خذلهم بعدم التحدث علنا ضد مبارك في وقت سابق أو انه لم يأت إلى ميدان التحرير في القاهرة لدعمهم عندما بدأت الاحتجاجات في يناير . وقال ماهر ” انه كان لديه فرصة للقيام بشيء جيد ودعم الثورة ، لكنه رفض كان يشاهد فقط ” ، وأضاف ” بعد أن تأكد أن مبارك سيغادر ، أنضم للحركة .”

عندما سئل موسى عن سبب مجيئه الأول إلى ميدان التحرير في شهر فبراير, قبل وقت قصير من تنحى مبارك، أصبح موسى محتدا.
وقال ” أنا ذهبت مرتين إلى ميدان التحرير أثناء الثورة “، مضيفا أن المرشحين الآخرين قد يزعموا أن الظهور في الميدان كان له حسابات سياسية، ولكن “أيا كان ما يقولون ، يمكنك فقط أن ترميه بعيدا .”
بعد فترة وجيزة بدأ حملته الانتخابية في الشهر الماضي ، وتعرض موسى لانتقادات من الجماهير في صعيد مصر الذين اتهموه بأنه كان قريبا جدا من أعضاء حزب مبارك. خلال الرحلة ، أثار موسى جدلا عندما التقى بمرشح سابق في البرلمان من الحزب.
وقال ضياء رشوان ، المحلل في مركز الاهرام بالقاهرة للدراسات السياسية والاستراتيجية , ” انه تضرر” . وأضاف رشوان , أنه رغم مثل هذه العثرات في وقت مبكر ، ف موسى لا يزال يتمتع بشعبية لدى المصريين المعتدلين ، خاصة لدى الأسر الذين هم أقل نشاطا من الناحية السياسية.
وقال محمد سلماوى ، رئيس اتحاد الكتاب المصريين وصديق لموسى , ” ربما يكون هو المرشح الوحيد مع رؤية مستقبلية لمصر ” , وأضاف “يفكر الناس به بأنه الشخص الذي يمكنه قيادة المركب خلال هذه الأوقات ، وهذه البحار المضطربة”.
وقال موسى انه كرئيس ،انه سوف يحافظ على العلاقات مع اسرائيل لكنها تستمر في الضغط من أجل التوصل إلى حل الدولتين مع الفلسطينيين على أساس حدود عام 1967. انه يريد اجراء محادثات وربما إعادة العلاقات مع إيران ، مع البقاء على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة.

كل هذه المواقف لا تبدو متناقضة لموسى ، من يدري , فهو قد تم وصفه بالحرباء في التلون . قال موسى ” أنا أرى هذا أنه مجاملة” ، وأضاف ” يمكن للمرء تغيير التكتيكات، والطريقة التي يعالج بها المشكلة ، من أجل إيجاد حل لها “. لكنه أصر على أن هذا لا يعني أنه قد غير قيمه الأساسية أو أنه سيغير أجندته لتناسب العصر.
وقال ” الشيء الصلب هو ، أنني أؤيد حقوق الشعب الفلسطيني ، والسلام العادل في المنطقة ، والتغيير في العالم العربي ، و الديمقراطية والإصلاح في مصر” ، وأضاف ” هذه هي المبادئ التي لا أستطيع ، ولن أقوم بتغيرها “.