أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى فى خطابه بمناسبة ذكرى 30 يونيو، أنه على الصعيد الاقتصادي والتنموي، انطلقت المشروعات الكبرى في أرجاء مصر كافة، وتم الشروع في تنفيذ برنامج طموح وجاد للإصلاح الاقتصادي، يستهدف تغيير واقع مصر ومعالجة ما طال أمده من مشكلاتها وأزماتها الاقتصادية. 
وقال إنه "اليوم، ورغم أن تغيير واقع الشعوب يحتاج لوقت طويل، إلا أننا يجب أن ننظر بفخر إلى ما حققناه ونحققه كل يوم؛ فالعين المنصفة لا يمكن لها أن تخطئ الجهود التنموية التي تحدث في مصر، سواء من حيث الإرادة السياسية للإصلاح، أو تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي، أو تحسين بيئة الاستثمار وتشجيع القطاع الخاص المحلي والأجنبي على ضخ مزيد من الاستثمارات لتوفير فرص عمل جديدة ورفع معدلات النمو الاقتصادي".
ونستعرض فى سياق هذا التقرير آراء خبراء الاقتصاد حول حديث الرئيس عن المحور الاقتصادى، والرسائل التى حاول أن يوصلها للمواطن.
من جانبه، قال الدكتور صلاح الدين فهمى، الخبير الاقتصادى، إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم بمناسبة ذكرى 30 يونيو، تمكن خلاله من امتصاص غضب المواطنين جراء تحريك أسعار الوقود والمحروقات. 
وأضاف فهمي، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن الرئيس تمكن خلال هذا الخطاب من توصيل رسالة مهمة للمواطنين أن الحكومة ليست حكومة جباية تحاول أن تأخذ أموال المواطنين، ولكنه أوضح أن هذه الأموال يتم ضخها فى صورة مشروعات تنموية تتم على أرض الواقع. 
وأشار إلى أن الرئيس السيسى أعاد الثقة للشعب المصرى فى مجهودات الحكومة، خاصة أن القرار التى اتخذتها الحكومة أمس هى بالأساس فى صالح الاقتصاد المصرى بالدرجة الأولى، وتأتى فى إطار برنامج الإصلاح الاقتصادى. 
فيما قالت الدكتورة شيرين الشواربى، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى، ذكر الشعب بأن الإجراءات التى تم اتخاذها برفع أسعار الوقود، هو الجزء الصعب من الإصلاحات التى ستعود على المواطن بالخير. 
وأضافت "الشواربي"، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن المواطن المصرى سيجنى قريبا ثمار فاتورة الإصلاحات الاقتصادية التى يدفعها فى الوقت الحالى، والقادم أفضل. 
وأشارت إلى أن المواطنين لديهم تخوف من عدم الشعور بالآثار الإيجابية للإصلاحات الاقتصادية، ومن هنا تأتى أهمية خطاب الرئيس فى تذكير المواطنين بأن هذه الإصلاحات ستساهم فى إجراء الإصلاحات الهيكيلة التى من شأنها أن تزيد الإنتاج والتصدير، ولكن يجب أن يكون هناك تواصل مع الرأى العام وتعريفة. 
وأوضحت أن الحكومة تبذل مجهودات ولكن لا تتناسب مع المستهدف فى المرحلة الحالية. 
من جانبها، قالت الدكتورة ماجدة شلبى، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الرئيس السيسى اتخذ خطوة جريئة جدا بتحريك أسعار الوقود، بما يتناسب مع برنامج الإصلاح الاقتصادي، وهذه الخطوة تؤكد الثقة فى الاقتصاد المصرى وسياسات الدولة الاقتصادية، خاصة أن الاقتصاد يتحمل هذا الإجراء. 
وأضافت "شلبي" ، أن رفع أسعار الوقود كان ضرورة، وتخفيض الدعم تدريجيا هو جزء من خطة اتبعتها دول عديدة للنهوض من عثرتها، ونحن فى مصر نرشد الدعم ولم نلغه ليذهب لمستحقيه. 
وأشارت إلى أن الرئيس السيسى حاول من خلال خطابه بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو، توضيح الصورة للمواطن، وأن هذا سيساهم فى تخفيض 35 مليارا من قيمة الدعم الموجه للوقود لصالح الضمان الاجتماعي، وهذه خطوة فى طريق تحقيق حلمنا لنكون دولة صناعية صاعدة.