لم تترك دويلة قطر، دولة عربية إلا وهاجمتها، ووجهت أذرعها الإعلامية لدعم الإرهاب والتنظيمات المتطرفة والمسلحة، فضلًا عن تصريحات تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، المسيئة لدول الخليج، وتعاونه مع إيران ودعم بلاده للحوثيين والإخوان وداعش، وأخيرًا لجأت إلى الكويت للتوسط للصلح، إلا أنها فشلت، وبدورهم أكد خبراء العلاقات الدولية، أن قطر لم تقم بالاعتذار، عما صدر منها في حق أشقائها العرب، بل سلكت مسلك التبرير والنفي والإصرار على ما هي عليه.
قطر مثل المرأة المطلقة عليها العودة لأحضان العرب
واستنكرت الكاتبة السعودية سمر المقرن، تصرفات قطر في الفترة الأخيرة، ودعمها للإرهاب، مؤكدة أن التصرفات الصبيانية القطرية تحتاج إلى وقفة صارمة، لأنّ المتضرر منها هم شعوب الخليج العربي، فهم المتأذي الأول والأخير من هذه الثغرة المفتوحة على أرض الدوحة.
وتابعت؛ لو كانت هذه السلوكيات والمكائد صادرة عن جماعات مأجورة كما حدث في البحرين أيام ما يُسمى بأحداث دوار اللؤلؤة لهان الأمر، لكن المصيبة العظمى أنّ الخصم لشعوب الخليج الآن هي القيادة القطرية، وليست جماعة أو فئة بحيث يُصبح التعامل الأمني معها سهلاً.
لذا لا أتفق مع الحلول التي تُنادي بعزل دولة قطر عن منظومة الخليج العربي، فأيضاً هناك شعب قطري هم أشقاء ونحبهم ويحبوننا، وليس لهم ذنب في التصرفات الصبيانية السياسية والإعلامية في قطر. حتى سياسة الاحتواء المعمول بها سابقاً مع قطر لم تَعُد مجدية، فكل ما يحصل هناك قادر على إغراق السفينة الخليجية برمّتها.
وأضافت "المقرن" في مقال منشور لها بـ "الجزيرة"، قائلة؛ "من هنا، أرى قطر في المرحلة الحالية هي بمثابة "المطلقة" التي أساءت إلى البيت الخليجي الواحد، لذا يجب أن تعود بأقصى سرعة إلى بيت الطاعة حفاظاً عليها وعلى شعبها وعلى دول المنطقة".
إيران فشلت في اخترق المنظومة الخليجية
واختتمت مقالها قائلة "من المهم التذكير، بأنّ إيران عملت بكل ما لديها من قُدرات على محاولة اختراق المنظومة الخليجية وفشلت في كل محاولاتها، لأنّ الخليج العربي أقوى من كل أسلحتها وأبواقها التدميرية، لكنها الآن تنجح في شق الصف الخليجي متى ما استمرت الدوحة على نشوزها وعدم إدراك مصلحتها ومصالح شقيقاتها الخليجيات"!.
توقعات بانقلاب بقطر
وأكد الكاتب السعودي ومدير تحرير صحيفة الجزيرة الـسعـودية، جاسر عبد العزيز الجاسر في مقاله بصحيفة الجزيرة الـسعـودية، إلى انقلاب جديد قد يحدث في قطر، ما لم تتخلى القيادة القطرية عن نهجها في تعاملها مع الإرهابيين ومع المعادين للخليجيين والعرب.
وفي مقاله أخبر "أن أى وساطة لإعادة الدوحة إلى السرب الخليجى لا معنى لها، إلا إذا تخلت القيادة القطرية عن نهجها فى تعاملها مع الإرهابيين ومع المعادين للخليجيين والعرب، وهذا لا يمكن أن يتم إلا إذا غيرت القيادات والأشخاص وذلك ليس بالغريب والصعب في قطر التي اعتادت على ذلك، وفي فترة وجيزة.
فضائح قطر
وأكمل الكاتب السعودي، سواء نجح الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الصباح أمير دولة الـكـويت الذي لا يشك أحد في صدق نواياه وحبه لإزالة أي خلافات بين أهل الخليج، إلا أن هذه المرة، المهمة صعبة، فحتى إن استطاع أن يضيق رقعة الخلافات مع قطر، إلا أن الأيام القادمة ستكشف المزيد من "فضائح" قطر سواء في تقديم الدعم والأموال للإرهابيين في تنظيم الدولة الاسـلامية داعـش، أو النصرة، والحوثيين، والحشد الشيعى، وفي شراء وتقديم الدعم لشراء الأسلحة وتمويل الإرهاب، وإرسال المرتزقة إلى لـيبـيا، والإسهام فى تخريب استقرار دول عربية وخصوصا مـصـر من خلال دعم وتزويد من يعاديها علي الرغم من الإخوان المسلمين بالأموال والمعلومات لتدبير العمليات الإجرامية والإرهابية.
قطر تدعم داعش والنصرة
ووفق الكاتب السعودى، الأمريكيون يؤكدون أن لديهم وثائق وأدلة كافية على أن قطر دعمت الدولة الاسـلامية داعـش وجبهة النصرة بالأموال والأسلحة، وأن قطر كانت الطرف المقبول فى إتمام صفقات التبادل والوساطة مع الدولة الاسـلامية داعـش أو النصرة والذى توسع لعقد الصفقات مع الأذرع الإرهابية الإيرانية، وآخرها مع ما تم مع ميليشيا حزب الله العراقى، ثم تقديم نصف مليار دولار أمريكى إلى الحشد الشيعى العراقى.
تمويل وعقد الصفقات مع المنظمات الإرهابية الأكثر إجراما، والأكثر انخراطاً في الإرهاب والتي يتكتل العالم بأجمعه لمحاربتها، يجعل من دولة قطر واحدة من منظومة الدول الشريرة التي لا يمكن لأحد أن يقبل التعامل معها وليس بقاؤها في إطار منظومة إقليمية كمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
السياسة القطرية حائل أمام مساعي الصلح
أكد الخبير في العلاقات الدولية، أيمن سمير، أن الزيارة التي قام بها أمير دولة قطر إلى الكويت لمحاولة احتواء الأزمة الحالية بين دول الخليج قد فشلت، مشيرًا إلى أن ذلك يعزوا إلى أن "السياسة القطرية في المنطقة التي أصبحت حائلًا، أمام أي مساع للصلح بين الأشقاء".
وأضاف سمير، "قطر لم تقدم الجديد، ولم تقم بالاعتذار، عما صدر منها في حق أشقائها العرب، بل سلكت مسلك التبرير والنفي والإصرار على ما هي عليه".
واعتبر خبير العلاقات الدولية أن اختيار الكويت جاء استنادا إلى عدة أسباب، أولها هو، الدور الذي لعبته في عام 2014 في رأب الصدع بين قطر من جانب، والبحرين والإمارات والسعودية من جانب آخر، والسبب الآخر هو "أن سبب الخلاف من الأساس قد يكون إيران التي يلعب أمير الكويت دورا كبيرًا في التقريب بينها وبين دول الخليج، وفي هذا رسالة من قطر مفادها أنها لا تغرد وحدها خارج السرب".
أمريكا والغرب وراء تصرفات قطر
وأردف سمير، أن "الحكومة القطرية لا تقوم بأي خطوة دون إذن، وضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، فقطر لا تتصرف من تلقاء نفسها بل هي قيد تنفيذ أجندة متفق عليها مع دول كبرى، وإذا كان هناك بعض اللوم الصادر من قبل الولايات المتحدة على تصرفات قطر فهو يأتي في سياق السحابة التي تغطي العلاقات الأمريكية القطرية المتينة، وما زال من المبكر الحديث عن نقل القاعدة الأمريكية الموجودة في قطر إلى المناطق الأخرى المرشحة لوجودها فيها كإقليم كردستان العراق، أو بعض المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في سوريا".
وعن دور الإعلام الخليجي في تصاعد وتيرة الخلافات بين الجانبين قال سمير، إن "الإعلام القطري هو من بدأ افتعال الأزمة حين هاجم قمة الرياض قبل بدايتها، و مع ذلك تم التمثيل القطري في هذه القمة من قبل الأمير تميم، مما يوحي بأن قطر لها لغة خطاب إعلامية وسياسية معلنة، وأخرى غير معلنة، كما أنها تتبنى قوانين وتنفذ عكسها".