fiogf49gjkf0d
أكد الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة ترحب باستثمارات المصريين فى الخارج وستقدم كل التسهيلات اللازمة لإقامة مشروعات خاصة بهم، والإسهام فى مشروعات قائمة أو مشتركة، وأنه لا رجعة عن الديمقراطية مع تفضيله إعطاء الفرصة لعملية الحراك السياسى الدائرة فى مصر حاليا.
كما أكد أن الحكومة عازمة على ربط المصريين بالخارج بوطنهم الأم ومشاركتهم بالاقتراع فى الانتخابات والاستفتاءات القادمة. جاء ذلك فى لقاء عقده رئيس مجلس الوزراء مع ممثلين عن الجالية المصرية فى جنوب أفريقيا، وذلك بمقر السفارة المصرية فى بريتوريا الليلة الماضية، بحضور الدكتور سمير الصياد وزير الصناعة والتجارة الخارجية والسفير المصرى لدى جنوب أفريقيا.
وأجرى الدكتور عصام شرف حوارا مفتوحا وصريحا مع ممثلى الجالية المصرية تناول عددا من القضايا المتعلقة بمستقبل مصر، ومجموعة من المشكلات التى تواجههم، ووعد رئيس مجلس الوزراء بوضع الحلول المناسبة لها.
وردا على سؤال حول مسار التحول الديمقراطى فى مصر، قال رئيس مجلس الوزراء إنه يجب تدعيم المسار الديمقراطى عن طريق بناء اقتصاد قوى .
وأشار إلى الحوار الدائر فى مصر حاليا حول الخطوات التى ينبغى اتخاذها لدفع مسيرة التحول الديمقراطى وطرحت مقترحات مختلفة حول العمل المستقبلى، حيث تطالب بعض الأصوات بإجراء الانتخابات الرئاسية أولا والبعض الآخر يطالب بوضع الدستور أولا.
وقال إنه "بشكل شخصى من أنصار أن يكون هناك وقت إضافى قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، وأن ذلك يخضع للحوار والنقاش والطلبات الشعبية"، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تشهد حوارات مكثفة اقترح بعضها نوعا من التأجيل حتى تعطى فرصة للحراك السياسى أن يتبلور، معربا عن أمانيه بأن يتبلور التغيير الذى أحدثته الثورة بمضى الوقت على مستوى الحركة والخريطة السياسية للوصول إلى نتائج ملموسة، غير أنه قال إنه إذا اختار المواطنون أن يتم التغيير فى هذا التوقيت فلا بد أن نستجيب وأن نمد يد المعاونة.
وقال رئيس الوزراء فى لقائه بممثلى الجالية المصرية بجمهورية جنوب أفريقيا إنه "يشعر بأن عملية التحول الديمقراطى سيكتب لها النجاح، لأن الديمقراطية راسخة فى جينات الشعب المصرى، بدليل أن المشاركة فى الاستفتاء تحولت من مجرد مشاركة رمزية نسبتها ثلاثة فى المائة لتصبح 40 فى المائة فى الاستفتاء الأخير".
وأضاف أن الحكومة تسعى لاستغلال هذه الطاقة فى المشاركة الديمقراطية فى الوقت المناسب، مؤكدا أنه لا رجعة عن الديمقراطية، وأن مستقبل مصر وتطوير علاقاتها الخارجية مرهون بمدى تحولها إلى الديمقراطية.
ومضى شرف يقول إنه يفتح باب مكتبه للجميع وكذلك الوزراء، وأنه حريص على مقابلة المواطنين فى الشارع وأحيانا يقابلهم فى بيته، مشيرا إلى أن مستشاره السياسى يلتقى من آن لآخر مع شباب الثورة، موضحا أن ذلك كله من علامات الديمقراطية.
وبالنسبة لعلاقات مصر الخارجية قال رئيس مجلس الوزراء إنها تنبع من مبدأ مهم هو فتح صفحة جديدة حتى لو كانت هناك مشكلات سابقة، وأن التوجه فى الخارطة العامة هو أن أفريقيا يجب أن تكون فى القلب فهذا هو دور مصر الطليعى على الساحتين الأفريقية والعربية.
وردا على سؤال تعهد الدكتور عصام شرف بدعم الحكومة للبحث العلمى والعمل لكى تكون التكنولوجيا جزءا من الثقافة للمواطن المصرى، كما أكد أن الحكومة مهتمة بالبحث العلمى فى مجال الطاقة النووية وبمشروع الاستخدام السلمى للطاقة النووية، مشيرا إلى مشروع زويل لمدينة العلوم الذى وافق عليه مجلس الوزراء مؤخرا والذى سيعطى دفعة قوية للبحث العلمى الذى وصفه بأنه قضية أمن قومى.
وأوضح شرف أنه ينبغى زيادة الإنتاج وتجويده وزيادة القدرة التنافسية للمنتج المصرى، الأمر الذى يتطلب تطوير البحث العلمى والابتكار.
وأعربت إحدى الحاضرات عن تخوفها من تراجع وضع المرأة المصرية فى المجتمع بعد الثورة فأكد لها الدكتور شرف أن مكانة المرأة محفوظة وتلقى كل الدعم، مشيرا إلى أنه سيعقد اجتماعاً بمقر مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل لمناقشة تعزيز مشاركة المرأة فى مختلف المجالات فى المجتمع.
واقترح أحد المصريين العاملين بجنوب أفريقيا أن يتبرع كل مصرى بالخارج بمبلغ ألف دولار مما يمكن معه جمع نحو 120 مليار دولار، كما أعرب عن استعداد المصريين بالخارج لضخ استثمارات فى السوق المصرية، مطالبا الحكومة بطرح مجموعة من المشروعات التى يمكنهم المساهمة فيها.
وعقب وزير الصناعة والتجارة الخارجية الدكتور سمير الصياد قائلا، إن الحكومة ترحب بهذه المشاركة، مشيرا إلى أن مجموعة من المستثمرين المصريين العاملين بالسعودية طرحت مشروعا بإقامة صوامع للغلال فى مصر مع تصنيعها محليا لزيادة القدرة على تخزين القمح، إلى جانب إقامة مراكز لتدريب العمالة المصرية وزيادة مهاراتها.
وردا على سؤال حول موقف شركات قطاع الأعمال العام بعد الثورة، أكد رئيس مجلس الوزراء أن هذه الشركات هى رمانة الميزان فى الاقتصاد المصرى وهى وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية وضبط السوق، موضحا أن مصر تمر حاليا بمرحلة ترتيب البيت من الداخل.
وقال السفير محمد بدر الدين سفير مصر لدى جنوب أفريقيا إن زيارة الدكتور عصام شرف لجنوب أفريقيا ليست فقط نتاج التزام الحكومة بدعم العلاقات مع أفريقيا، وإنما تأتى أيضا نتيجة تفاعل شعبى يطالب بهذا الاتجاه، كما أن لقاء الدكتور شرف بممثلى الجالية يؤكد حرص الدولة على لقاء مواطنيها بالخارج والتعرف على مشاكلهم والعمل على حلها.
وفى ختام اللقاء تم إرسال برقية للمشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يؤكد فيها أبناء الجالية المصرية فى جنوب أفريقيا تأييدهم ومساندتهم للمجلس لما قام به من دعم للثورة والحفاظ على أمن مصر.