مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، بدأت بعض القوى السياسية الاستعداد لتجهيز مرشح، ليخوض السباق في مواجهة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وظهر هذا مع إعلان التيار الشعبى وحزب الكرامة الاندماج برئاسة حمدين صباحى، المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية السابقة .
اندماج الكرامة والتيار الشعبى مجرد بداية للطريق؛ حيث تستعد قوى وأحزاب أخرى للتحالف، للتنسيق حول الانتخابات الرئاسية، لكن المفاجأة الكبرى التي كشف عنها مصدر داخل التيار المدني، تتمثل في أن بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية، حاولت، خلال الأيام الأخيرة، التواصل مع القوى المدنية من أجل التنسيق والمساندة في الانتخابات القادمة. 
المصدر أكد أن القوى المدنية لن تتحالف، بأى حال من الأحوال، مع الجماعة بأفكارها القديمة مهما حدث، لكن المفاجأة أن وسطاء من الجماعة أعلنوا استعدادهم للتخلى عن بعض المطالب المهمة، وعلى رأسها مطلب الشرعية المتمثل، من وجهة نظرهم، في عودة الرئيس المعزول محمد مرسي .
وتتوالى المفاجآت، حيث عقد التيار الشعبي، برئاسة حمدين صباحى، اجتماعا لدراسة عرض الجماعة .
المصدر نفسه قال: عرض الإخوان لاقى رفضًا شديدا داخل التيار المدنى، لأن النظام سيستغل هذه الفرصة لتشويههم أمام الرأى العام، خاصة أن المزاج العام للمصريين يرفض فكرة عودة الإخوان مرة أخرى، إضافة إلى أن شباب الجماعة رفضوا فكرة التحالف مع أي تيار مدنى، أو التخلى عن عودة مرسي، ووصفوا قيادات الجماعة بـ “الخونة”، الذين يريدون التخلى عن الجهاد، والعودة مرة أخرى على جثة الجماعة .
وكشف المصدر أن التحالف المدنى الذي سيتم الإعلان عنه خلال الأيام المقبلة، اتفق، بشكل نهائى، على عدم خوض حمدين صباحى الانتخابات الرئاسية مرة أخرى.
التسريبات التي حصلت عليها وسائل الإعلام من داخل التحالف المدنى حول الانتخابات الرئاسية ، وحول استعداد بعض القيادات الإخوانية بتركيا لعقد اجتماع لوضع مبادئ حاكمة للتوافق السياسي بين أطراف المعارضة للنظام المصرى من أنصار 25 يناير، والمناهضين لـ 30 يونيو، وأن المحامى خالد على والفريق سامى عنان دخلا بورصة الترشيحات للدفع بهما في انتخابات الرئاسة المقبلة؛ الأول لنجاحه مؤخرا في ملف تيران وصنافير وحصوله على حكم قضائى قاطع بمصريتهما، والثانى لأنه كان رئيس أركان الجيش وله مكانة وأنصار كثر، ويمكن أن يكون منافسا قويا للرئيس السيسي بالإضافة إلى المستشار هشام البسطويسي الذي لطرح اسمه أيضا لخوض الانتخابات .
بالإضافة إلى التناحر بين قيادات الإخوان وانقسامهم لأكثر من جبهة، أشعل الصراع فيما بينهم على الأرض، وانقسمت المكاتب الإدارية في المحافظات، وتحولت الشُعَب والأُسر إلى بؤر صراع، منهم من يرى أن “مرسي” أصبح ماضيا ولن يعود، ويجب استغلال أي فرصة للعودة إلى المشهد مرة أخرى، من خلال الموافقة على مبادرات المصالحة التي تنطلق من حين إلى آخر، والجبهة الأخرى تتبنى منهج العنف، وترفض التحالف مع أي جهة، مع موافقتهم أيضًا على التنازل عن المطالبة بعودة محمد مرسي .
وحول إمكانية تحالف التيار المدني مع الإخوان قال القيادى الإخوانى السابق سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إذا حدث ذلك ستكون ضربة قاصمة للتيار المدنى وفرصة للهجوم عليه وتشويهه، كما أن الجماعة مستعدة لفعل أي شيء للعودة مرة أخرى إلى الساحة السياسية حتى لو وصل الأمر إلى تخليهم عن الرئيس المعزول محمد مرسي، كما أنها أصبحت على يقين أن محمد مرسي لن يعود مرة أخرى؛ ولن يخرج من السجن لتورطه في العديد من القضايا .
وطالب “عيد” التيار المدنى بالتفكير قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة، لأن الدولة المصرية ومؤسساتها ترفض فكرة المصالحة مع الإخوان، وتعتبرها جماعة خارجة على القانون، ولن تسمح لهم بالعودة للسياسة مرة أخرى .
في ذات السياق قال أحمد بان، الباحث في الحركات الإسلامية: التيار المدنى لن يقبل، بأى حال من الأحوال، التحالف مع الإخوان، والجماعة لن تقبل بالتخلى عن المطالبة بعودة مرسي، لأنها تستغل كلمة الشرعية لتبرير استمرار العنف، وتراجعها عن عودة مرسي هو اعتراف بشرعية 30 يونيو التي ترفضها . 
في ذات السياق، قال خالد الزعفرانى، القيادى السابق بالإخوان: الجماعة تحاول، منذ فترة، العودة، مرة أخرى، للساحة السياسية، وفعلت ذلك خلال الانتخابات البرلمانية، ودعمت شخصيات بعينها، منها من فشل في الوصول إلى البرلمان، ومنها من نجح، وأصبح نائبا عن الشعب، ويقف ضد المصلحة الوطنية الآن .
وأكد “الزعفرانى” أن الجماعة على استعداد للتحالف مع الشيطان نفسه من أجل مصلحتها، وأن قيادات الجماعة داخل السجون يحاولون بشتى الطرق تقديم أي تنازلات مقابل العفو عنهم، إلا أن الدولة ترفض المصالحة معهم .
أنهى الزعفراني حديثه بالتحذير من التحالف مع الإخوان، وقال: هم يريدون العودة ليس إلا، وبعد ذلك سيقومون بتحويل مصر إلى سوريا وعراق جديدين .