مرارًا وتكرارًا تطرح جماعة الإخوان فكرة تخليها عن الرئيس المعزول محمد مرسي من أجل تحقيق أهداف معينة، فاليوم وزعت جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان، وثيقة سرية على عناصر الجماعة تطالبهم بالتخلى عن المعزول محمد مرسى والتوقف عن الحديث عنه تمًاما.

الجماعة تتخلى عن "مرسي"

وثيقة جبهة عزت نشرتها المنابر الإعلامية الموالية لجناح محمد كمال، الذى قتل فى تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بحسب بيان لوزارة الداخلية فى أكتوبر 2016، وزعمت وثيقة جبهة محمود عزت التى حملت عنوان "رسالة بشأن وثيقة الاصطفاف"، أن جماعة الإخوان تتواصل مع القوى السياسية من أجل الاصطفاف،  وأقرت الجبهة حق القوى السياسية المشاركة فى الوثيقة رفض عودة "مرسى".

بيع "مرسي" من أجل التصالح

فكرة التخلي عن "مرسي" لم تكن وليدة اليوم، ففي 2016  من أجل التصالح مع الدولة أعلنت الجماعة نيتها لصفحة عودة "مرسي"، وإعلان إدانتهم أعمال الإرهاب بشكل صريح والعمل على بدء مراجعات فكرية يعلنونها على الملأ، وتخفيف الهجوم في وسائل التواصل الاجتماعي، وكف يد الإخوان عن الإساءة لمصر في القنوات التليفزيونية التي يسيطرون عليها، والكف عن مهاجمة شخص الرئيس والنظام.

وفي هذا الصدد قال سامر إسماعيل، أحد أعضاء الإخوان، وقتها إن "الجماعة تبحث التنازل عن مرسي، من أجل انصارها وأهالي الشهداء والمصابين، مشيرًا إلي أنها لن تعلن تخليها عن المعزول قبل أن تبرر ذلك وقبل أن يعلن النظام من جهته استعداده لتعويض المتضررين من الاضطرابات السياسية دون تفرقة.

ضغوط أمريكية على الإخوان

نبيل نعيم، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أكد أن أول الأسباب وراء تخلي الجماعة عن عودة مرسي في الوقت الراهن هو أن هناك مساعي أمريكية خليجية من أجل عمل مصالحة بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان، لذلك تم الضغط عليهم للتنازل عن فكرة عودة "مرسي" حتى تفتح الحكومة المصرية معهم باب الحوار.

 

وعن إمكانية فتح الحكومة باب الحوار مع الإخوان حال التخلي عن "مرسي"، أضاف الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، في تصريحات خاصة: "أعتقد أن الحكومة يمكن أن توافق ولكن إذا حدثت مصالحة سيكون خطأ كارثي للحكومة، لأن المصالحة ما هي إلى تأجيل للمشكلة وليس حل للمشكلة".

الإفراج عن قيادات الإخوان

إسلام الكتاتني، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أكد أن هناك 3 أسباب رئيسية وراء قرار الجماعة بالتخلي عن "مرسي" في الوقت الراهن أولها الإفراج عن قيادات الجماعة الموجودة في السجون، لأن جبهة محمود عزت لا يهمها الحكم في الوقت الراهن أكثر من عودة الجماعة.

الحفاظ على كيان الجماعة

أما عن ثاني الأسباب، فيضيف "الكتاتني"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن قرار التخلي عن "مرسي" في الوقت الراهن يهدف إلى الحفاظ على التنظيم، خاصة وأن الجماعة وخاصة جبهة الخبرة الخاصة بمحمود عزت أن الجماعات الإسلامية تتدهور في المنطقة العربية.

الاستعداد لانتخابات الرئاسة

وثالث الأسباب يوضحها الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، في أن الجماعة تفكر حاليًا في الاستعداد لخوض إنتخابات الرئاسة، خاصة بعد إندماج حزبي الكرامة والتيار الشعبي في كيان واحد، فهم يريدون الافاقة في الوقت الراهن لخوض الإنتخابات.

 

واستطرد: "جبهة محمود عزت تريد التسوية أو المصالحة في الوقت الحالي على عكس جبهة محمد كمال، لذلك تلجأ إلى ذلك القرار"، متابعًا: "زمان كان بيعلي سقف التفاوض ولكن الجماعة في اضعف حالاتها خاصة في المعطى الدولي بتولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية".

مناورة للتصالح مع مصر

الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، إعتبر أن فكرة تخلي الإخوان عن "مرسي" في الوقت الراهن ما هو إلى مناورة للتصالح مع الدولة المصرية والعودة لمصر مرة آخرى، خاصة وأن الجماعة تمر بظروف صعبة في الوقت الراهن وهناك عدد كثيرة من الدولة تتأذي من وجودهم بها.

أما عن فكرة تصالح مصر مع الإخوان بالتخلي عن "مرسي"، يقول رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إن المصريين في 30 يونيو خرجوا للمصالبة بإسقاط حكم المرشد والجماعة وليس حكم "مرسي"، فالتخلي عنه لا قيمة له عند المصريين لأن الشعب أزمته مع إرهاب الجماعة وليس "مرسي" بشخصه.