تشهد قرى ومراكز قطور والسنطة والمحلة وطنطا بمحافظة الغربية استمرار الإهمال الوظيفي فى القطاعات الخدمية والحكومية بسبب ظاهرة "تزويغ" العمال والإداريين فى مواعيد العمل الرسمي مما أضر بمصالح المواطنين وأصابهم بحالة من الإحباط بسبب تعطل مصالحهم نتيجة تحول وحدات صحية ومحلية إلى خرابات مهجورة تسكنها الكلاب المسعورة والحيوانات الضالة وتحاصرها مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة.

ففي قرية شبرا بلوله بمركز قطور والتى تعرف عالميا بقرية "صناعة الياسمين" تقع الوحدة الصحية "طب أسرة" فى مدخل القرية وهى دائما خالية من الموظفين والأطباء طوال فترات العمل نهارا ومساء حيث تحولت ساحتها إلى حديقة من الهيش والبوص يسكنها الكلاب والحيوانات الضالة والثعابين فى ظل غياب الرقابة من مديرية الصحة بطنطا لشكاوي المواطنين وأبناء القرية المتكررة والتى تلخصت فى إغلاق أبوابها بالجنازير بعد الساعة 2 ظهرا يوميا مما تسبب فى عدم وجود رعاية صحية وطبية لخدمة أبناء القرية التى يتخطي عدد سكانها أكثر من 15 ألف نسمة.

وفى نطاق قرى محلة منوف وكنيسة دمشيت وميت يزيد وميت حواي بمركزي طنطا والسنطة يعاني أبناؤها من ظاهرة اغلاق الوحدات المحلية وتحولها إلى قطاعات خدمية مهجورة من الموظفين طوال فترات العمل المسائي و"تزويغ" باقي الإداريين طوال ساعات النهار وهو ما تسبب فى حدوث خلل فى تلبية الخدمات المقدمة للمواطنين.

وقال حسن علي من أهالي قرية محلة منوف: "حسبي الله ونعم الوكيل كل ما أجي أروح الوحدة المحلية ألاقيها خالية من الموظفين هما بيروحوا فين مش عارفين نخلص ورقنا ومصالحنا متعطلة ياتري فين محافظ الغربية ومجلس الوزراء عشان يواجهو فساد المحليات".

وأضاف أشرف كاظم من سكان قرية ميت حواي أن أهالي القرية يعانون من اختفاء الأدوية وبعض الأمصال العلاجية من الوحدة الصحية بذات القرية، لافتا إلى أن الأهالي جمعوا توقيعات لرفعها إلى الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة ومدير الإدارة الصحية بالسنطة سعيا فى الدفع بتخصصات طبية للعمل داخل الوحدات التى لا يعمل بها سوى طبيب واحد ومقيم بذات القرية، موضحا أن الوحدة الصحية تحاصرها المصارف والترع وعمالها وإداريها يزوغون طوال فترة عملهم فى ظل غياب الرقابة من مسئولي الصحة لمحاسبتهم قانونيا وإداريا على حد قوله.

المفاجئة الكبرى كانت فى قرية شبرابابل التابعة لمركز المحلة الكبري حيث رصد "صدي البلد" مدرسة شبرابابل الثانوية التجارية التى تعد منارة للعلم والتدريس حيث تحولت إلى مدرسة مهجوره يتردد عليها بعض الطلاب والمدرسين من وقت الآخر وهم يقضون أوقات الدراسة و الامتحانات فى نهاية العام الدراسي داخل صرح تعليمي بلا أسوار حيث أصبح مقصدا لأبناء القرية الذين يعبرون بساحة فناء المدرسة إلى أعمالهم الوظيفية وهم يركبون الحمير ويسحبون المواشي سعيا فى كسب قوتهم اليومي.

وأضاف محمد عبد الله أن الوحدة المحلية بقرية شبرابايل يقوم العاملون بها بالعمل لمدة ساعتين كل يوم من فترة الساعة 9 صباحا حتي 12 ظهرا لافتا أن باقي فترات العمل يتم إغلاق أبوابها بالجنازير والأقفال فى وجه المواطنين مما يعطل الخدمات المقدمة لهم، لافتا إلى أن الوحدة المحلية بالقرية يتبعها 3 قري أخري وهي كفر حجازي وصفط تراب وعزب مجاورة لها. 
أكدت مصادر داخل ديوان محافظة الغربية لـ"صدي البلد" وجود تقارير رصد عن الحالة الوظيفية بعدد من مؤسسات الحكومية والقطاعات الخدمية بالصحة والتعليم والشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي، لافتة إلى صدور توصيات باستبعاد عدد من القيادات لعدم كفاءتهم إداريا.