تستمر حالة التقلبات الجوية التى تشهدها مصر خلال الفترة الحالية، إذ أن موجة حارة جديدة تضرب كافة الأنحاء فى مصر، وتصل إلى الذروة يومى الجمعة والسبت المقبلين، وتسجل درجات الحرارة فى القاهرة العظمى 30 والصغرى 17 درجة.
وأعلن الدكتور أحمد عبد العال، رئيس الهيئة القومية للأرصاد الجوية، أن جمهورية مصر العربية تشهد ارتفاعًا تدريجيًا فى درجات الحرارة بداية من اليوم لتصل درجات الحرارة يوم الجمعة والسبت المقبلين إلى 39 درجة، جنوب البلاد، خاصة فى أسوان وأبو سمبل.
وأضاف عبد العال، فى تصريح خاص لـ"االيوم السابع"، أن الارتفاع فى درجات الحرارة خلال الثلاثة أيام المقبلة يمثل موجة حارة أخرى تضرب كافة الأنحاء فى مصر وذروتها حتى الآن فى يومى الجمعة والسبت المقبلين.
وتابع رئيس هيئة الأرصاد الجوية، أن هذه الموجات الحارة تعد إحدى سمات فصل الربيع الذى تشهد فيه مصر مثل هذه الموجات الحارة، وكذلك رياح الخماسين، مشيرًا إلى أن ما يحدث شئ طبيعى لأن مصر تستقبل كتل هوائية ساخنة من الجزيرة العربية.
وأوضح أن الموجة الحرارية تستمر بين 3 و 4 أيام، ناصحًا المواطنين بالابتعاد عن الشمس المباشرة وضرورة وجود غطاء للرأس إذا كان هناك اضطرارًا للعمل أو التحرك فترة كبيرة تحت آشعة الشمس، مع ضرورة تناول السوائل بكثرة.
ويتوقع خبراء هيئة الأرصاد الجوية، أن يستمر الطقس غدا الجمعة، معتدلًا حتى شمال الصعيد مائل للحرارة على جنوب الصعيد نهارًا مائل للبرودة ليلًا.
وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية، أنه من المتوقع أن تظهر السحب المنحفضة والمتوسطة شمالًا، وتقل الرؤية فى الشبورة المائية صباحًا على السواحل الشمالية والوجه البحرى ومدن القناة والقاهرة، والرياح أغلبها شمالية غربية معتدلة تنشط على خليج السويس، ما يؤدى إلى اضطراب الملاحة البحرية هناك.
وبالنسبة لحالة البحر المتوسط تكون خفيفة إلى معتدلة، وارتفاع الموج به من متر إلى متر ونصف، والرياح السطحية تكون شمالية غربية، أما حالة البحر الأحمر فتكون مضطربة وارتفاع الموج به من مترين ونصف إلى ثلاثة أمتار والرياح السطحية شمالية غربية.
ومن جانبه، أكد الدكتور حسن أبو بكر الباحث فى علم البيئة التطبيقى، أن مصر تشهد باستمرار هذه التقلبات الجوية فى فصل الربيع، الذى يبدأ عادة من 21 مارس، قائلًا : "لا ينطبق علينا فى مصر التقسيم الخاص بـ4 فصول فى الشمال، والذى يتضمن الشتاء البارد، والربيع الذى يذوب به الجليد وتخرج فيه الزهور والصيف الحار، ولكن لدينا شتاء قصير فى معظمه دافئ وغير مطير وفترة تقلبات جوية أواخر الشتاء وبداية الربيع أشهرها رياح الخماسين التى تأتى من الصحراء الغربية محملة بالأتربة والحرارة العالية".
وأضاف أبو بكر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن "ما تشهده مصر فى هذه الفترة يعد جزء من سمات مناخ مصر، وليس له علاقة بالتغير المناخى العالمى الذى يتعلق بارتفاع منسوب مياه البحر وغرق بعض المناطق الساحلية، ولكن من ضمن مظاهر تغير مناخ العالم هى التقلبات المفاجئة، وموجات الحرارة، والبرد الشديدة، والموجات الحارة التى تشهدها مصر يمكن أن تزيد وتقل المدد الزمنية بين كل موجة وأخرى".
وأشار إلى أن علماء المناخ أكدوا أن عام 2016 كان أشد الأعوام حرارة على كوكب الأرض منذ بداية تسجيل درجات الحرارة، قائلًا: "بالفعل هناك تغير مناخى، ولابد من الفصل بين هذا التغير وبين الظواهر التى تتعرض لها مصر مثل السيول والأمطار فى البحيرة على سبيل المثال أو تلك الظواهر التى تتعرض لها مناطق أخرى بالعالم".
وتابع : "هذه الموجات تتكرر باستمرار، وللأسف ليس لدينا وعى بيئى، والإعلام مش واخد باله، لأنك عندما تقرأ تاريخ مصر تجد بعض الأمثال الشعبية المتعلقة بالمناخ، ما زال الفلاحون يعتمدون عليها فى الزراعة، والصيادون فى تحديد مواعيد العواصف البحرية".