قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن خبراء في شؤون الشرق الأوسط أبلغوا لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بأنه يجب مراجعة علاقات الولايات المتحدة مع مصر، وذلك في جلسة استماع يوم الثلاثاء الماضي.
ولفتت إلى أن الخبراء الذين أدلو بشهادتهم أمام اللجنة التي يترأسها السيناتور ليندسي جراهام، تابعين لوقفية كارنيجي البحثية للسلام وكانوا مسؤولين سابقين في إدارتي باراك أوباما وسلفه جورج بوش الابن.
وعقدت اللجنة تحت عنوان "مناقشة المساعدات الأمريكية لمصر"، بحضور شرفي للخبراء الثلاثة وهم إليوت أبرامز، مسؤول سابق بإدارة جورج بوش الابن، ميشيل دون، مسؤولة سابقة بالخارجية الأمريكية، وتوم مالونيسكي، مساعد وزير الخارجية لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان في إدارة أوباما.
وأوضحت المجلة في التقرير الذي نشرته، الثلاثاء، أن ترحيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض في الثالث من أبريل الجاري، وتصريحه بأن دعمه للسيسي لا شك فيه يشير إلى أن سنوات التوتر بين البلدين التي سادت في السنوات الماضية وضعها ترامب وراء ظهره، مضيفة: "لكن الكثيرين في واشنطن وخاصة في "الكابيتول" - مقر الحكومة - يتمنون ألا يكون الأمر كذلك".
ولفتت المجلة إلى أن الخبراء طالبوا بإعادة التفكير في العلاقات المصرية الأمريكية في الوقت الحالي، ووصفها بعضهم بأنها بقايا حقبة سابقة، مشيرة إلى أنهم توافقوا على أن السجل المتواضع لحقوق الإنسان والظروف الاقتصادية التي تشهدها مصر تستوجب إعادة النظر في العلاقة بينها وبين واشنطن في الوقت الحالي.
ليندسي جراهام
قال السيناتور ليندسي جراهام، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ساوث كارولينا، ورئيس لجنة الاعتمادات الخارجية بالمجلس: "إن عدم انتقاد واشنطن لسجل حقوق الإنسان المثير للجدل في مصر واحتضان ترامب للسيسي يمكن أن يزيد من صعوبة مساعدة مصر في إصلاح ما تعاني.
وتابع: "نحن بحاجة إلى إعادة تشكيل علاقاتنا مع مصر بطريقة مستدامة"، مشيرًا إلى أن مصر كانت مستقرة في الماضي، لكن ذلك لا يعني بقاءها بهذه الحالة دائمًا".
جيري موران
وقال السناتور جيري موران، إنه يجب التأكيد على أن علاقة مصر بإسرائيل لن تتدهور في غياب الدعم الأمريكي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة يمكنها إعادة بناء علاقاتها مع مصر بدون إثارة غضب من يدعمون إسرائيل بقوة.
ميشيل دون
قالت ميشيل دون، خبيرة بشؤون الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجي للسلام ومسؤولة سابقة بالخارجية الأمريكية: "واشنطن ليس لديها آلية لمتابعة المساعدات العسكرية التي تحصل عليها مصر حتى لا تكون تلك المساعدات سببًا في جعل مشكلتها تتجه نحو الأسوأ".
وأشارت إلى أن مصر تحصل على 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية سنويًا وهو ما يجعلها أكبر متلقى للمساعدات الأمريكية بعد إسرائيل.
وأضافت: "يمكن أن تكون المساعدات التي تحصل عليها مصر من أمريكا أشبه بمنحها رصيد سحب مفتوح".
إليوت أبرامز
قال إليوت أبرامز، مسؤول سابق بإدارة جورج بوش الابن وخبير بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: "ساعدت واشنطن في دفع مصر بعيدًا عن النفوذ الروسي في سبعينيات القرن الماضي وأقامت معها علاقات وطيدة لأنها كانت أكثر دول المنطقة نفوذًا، لكن مصر لم تعد كذلك في الوقت الحالي".
توم مالونيسكي
أما توم مالونيسكي، مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان في إدارة أوباما، فقال إن المساعدات العسكرية لمصر غير متوازنة تمامًا، متسائلًا عن مدى تناسب تلك المساعدات مع احتياجات مصر؟
وطالب مالونيسكي بالاستثمار في التعليم وحقوق الإنسان في مصر ضمن برامج تلك المساعدات، مشيرة إلى ضرورة مراجعة تلك البرامج للتأكد من استخدام المساعدات في محاربة الإرهاب، مشيرًا إلى أن العالم أجمع شاهد السيسي داخل البيت الأبيض دون الحديث عن حقوق الإنسان في مصر في مشهد وصفه بالمحزن.