في معركة كانت ساحتها مواقع التواصل الاجتماعي، وسلاحها البيانات المتضاربة بين الجبهتين المتصارعتين داخل جماعة "الإخوان المسلمين"، انتصرت مجموعة الشباب على "عواجيز الجماعة" في الجدل الذي صاحب البيان حول واقعة القمة العربية الثامنة والعشرين، التي انطلقت 29 مارس في منطقة البحر الميت بالأردن.
وكان بيان وجهته جبهة "الحرس القديم" داخل جماعة "الإخوان" إلى قادة الدول العربية خلال القمة العربية في البحر الميت بالأردن، أثار جدلاً واسعًا؛ بسبب احتوائه على كلمة "إسرائيل"، فيما تبرأت جبهة "المكتب العام" منه، واعتبرته لا يمثل إلا كاتبه.
ولاحقًا، قدم المتحدث الرسمي باسم الجماعة طلعت فهمي، اعتذارًا عن البيان.
وقال في لقاء تليفزيوني إنه يعتذر "لأعضاء الإخوان ومحبيهم عن البيان الذي حمل عبارات ملتبسة ولغة لم يألفوها من جماعة الإخوان المسلمين".
وأضاف أن موقف الإخوان من القضية الفلسطينية ثابت وواضح ولم يتغير. وأشار إلى أن "واضعي الرسالة أرادوا الاتفاق على كلمة سواء يوجهونها للقادة العرب.. وتقبلنا النصح".
وقال خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "بيان جماعة الإخوان المسلمين الذي تميز بلغة هادئة، والاعتراف بالكيان الإسرائيلي يتنافى مع المرحلة التي وصلت إليها الجماعة، حيث كان يليق بها قبل ثورة 25 يناير؛ حينما كانت تتملق في السلطة؛ لكن اليوم في تنافس على الحكم وموقفها تجاه أنظمة الحكم في البلاد العربية معروف".
وأضاف الزعفراني لـ"المصريون": "إذا أرادوا أن يعودوا لحالة ما قبل ثورة يناير فلن يصدقهم الشباب ولا الحكام العرب فالبيان تجاوزه الزمن، وبناءً على ما سبق فإن الثوريين حققوا نجاحًا على جبهة عزت لأن غالبية جبهة عزت كانت معارضة أيضًا على البيان".
من جانبه، قال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "مَن صاغ البيان لم ينتبه لذكر إسرائيل بهذه الصياغة، وهو ما دفعهم للاعتذار عن هذا الأمر، فقد يتسبب لهم في مشكلة مع حماس وكثير من الدول العربية ويعد سقطة وزلة غيرة مقصودة".
وأوضح لـ"المصريون"، أن "هذا يدل على أن مَن يدير الجماعة في جبهة عزت غير محنك وقراراته عشوائية ودليل واضح على التشتت الذي تعاني منه الجماعة".
وعن انتصار الشباب في المعركة، قال إنه فوز مؤقت لأن الفروق واضحة والغالبية مع القيادة التاريخية والشباب ظاهرة صوتية وتم تفكيكها بسبب الملاحقات الأمنية وغيرها.