تعد محافظة الإسكندرية العاصمة الثانية لمصر، وإحدى أهم المدن الساحلية، ومقصد المصطافين من مختلف المحافظات، إلا أنه مع بداية الصيف وقدوم المصطافين إلى مدينة الإسكندرية ذات الموقع المميز على شاطئ البحر المتوسط، بات الإهمال يسيطر على بعض الشواطئ والتي تركها المسئولون دون اهتمام أو تطوير، وذلك بعد احتلال الشواطئ بالمنشآت الخاصة التي حرمت المواطن البسيط من الاستمتاع بشواطئ المدينة مثل باقي الشواطئ المميزة والتي ترفع شعار للأغنياء فقط بما لها من مميزات. 

وبات من الصعب على المواطن البسيط وأسرته الاستمتاع بالصيف وأصبح ذلك قاصرا على الأغنياء، بعد تقلص الشواطئ المجانية وتحويل أغلبها إلى مميزة وسياحية، بالإضافة إلى الحواجز التي تحجب رؤية البحر.

وقال محمد الجمسي، أحد أهالي منطقة المنتزه بالإسكندرية: إن هناك تخبطات في المحافظة وتعيين محافظين كثيرين فنشهد بعض القرارات لا تستمر طويلا بسبب ذلك ويلجأ بعضهم للعبث بالشواطئ وتحويلها في مسار آخر لا يتناسب مع قدرة المواطن البسيط وأسرته التي تنتظر الصيف للاستمتاع بشواطئ المدينة؛ فالمسئولون بالمحافظة يهتمون بتزيين وتجميل الشواطئ المميزة لاستقبال القادرين والأغنياء ويتركون المواطن البسيط بعيد عن أجواء المدينة.

وأضافت سهيلة عثمان أحد أهالي منطقة محرم بك، أن الوضع يزداد سوءا على عكس السنوات الماضية والشواطئ التي كانت تجمع الجميع سواء الغني والفقير الذي كان يستمع بأجواء الصيف بعيد عن التميز والتفرقة التي فرضها المسئولون بالمحافظة بفرض شواطئ غالية التكلفة يصعب على البسطاء دخولها للاستمتاع بأجواء المدينة؛ فالاهتمام أصبح بشواطئ للأثرياء وكبار المسئولين. 

وتابعت: "تم حرمان المواطن البسيط من النظر إلى الشواطئ ببناء أسوار تحجب الرؤية وتركت هذه الشواطئ تحت سيطرة الخارجين عن القانون والقمامة". 

واستكمل ناصر محمد، من منطقة الشاطبي، أن ما يحدث في شواطئ المدينة يحتاج تدخلا قويا من المسئولين بالمحافظة؛ لتوفير ما يناسب المواطنين جميعا والاهتمام بالشواطئ التي أصبحت مثالا صارخا للطبقية والصراع بين فئات المجتمع؛ فبعض النقابات مثل الأطباء والمهندسين والمعلمين سيطرت على أجزءًا كبيرًا من الشاطئ، بداية من منطقة سابا باشا حتى منطقة رشدي بإقامة نوادٍ لأعضاء تلك النقابات فقط، بينما احتلت بعض النوادي الأخرى الشواطئ، ويستمتعون بالشواطئ وجمال المدينة مع حرمان المواطن السكندري منها، وعندما يريد الترويح عن أطفاله بزيارة البحر يدفع مبالغ كبيرة.

وتابع محمد توفيق المتحدث الإعلامي لحملة "الشعبية تراقب الإسكندرية"، يجب أن تلتزم الدولة بحماية بحارها وشواطئها وبحيراتها وممراتها المائية ومحمياتها الطبيعية بحظر التعدي عليها، أو تلويثها، أو استخدامها فيما يتنافى مع طبيعتها فمن حق كل مواطن التمتع بها، على النحو الذي ينظمه القانون والحفاظ على كافة الشواطئ وتطويرها لاستقبال المواطنين دون أي تفرقة.