شارك سامح شكري،  وزير الخارجية، مع وزير الشئون الخارجية التونسي،  خميس الجهيناوي،  ووزير الشئون المغاربية، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية الجزائري، عبد القادر مساهل، في الاجتماع الوزاري الثلاثي،  حول ليبيا الذي استضافته تونس، والذي أتى استجابة للمبادرة التي أطلقها الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية شاملة في ليبيا.

 

وصرح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية، خلال بيان له، مساء اليوم الأحد، بأن الوزراء استعرضوا خلال الاجتماع نتائج الاتصالات والمباحثات التي أجرتها الدول الثلاث،  مع مختلف مكونات المشهد السياسي الليبي،  بهدف تقريب وجهات النظر فيما بينهم، وتهيئة الظروف الملائمة لجمع الفرقاء الليبيين، ووضع أسس لحل سياسي توافقي للأزمة التي يمر بها هذا البلد الشقيق يحفظ وحدة أراضيه وسلامته الإقليمية، ويدعم مؤسساته، ويحقق آمال وتطلعات شعبه.

 

وفي مستهل كلمته خلال الاجتماع، وجه سامح شكري، الشكر للرئيس التونسي، على مبادرته الهادفة لدعم جهود التسوية السياسية والخروج من حالة الانسداد السياسي الحالية، مؤكدا على أن مصر وتونس والجزائر هي أكثر الدول تضررا من استمرار حالة عدم الاستقرار في ليبيا، ومشددا على أنه لا بديل عن الحل السياسي الشامل في ليبيا، ورفض التدخل الخارجي، والالتزام باستعادة الاستقرار في ليبيا ومكافحة الإرهاب.

 

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن "شكري" عرض في كلمته التحركات والجهود التي بذلتها مصر لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الليبية، منوها في هذا السياق بسلسلة اللقاءات والشخصيات التي استضافتها القاهرة خلال الفترة الماضية، وشملت رئيس مجلس النواب الليبي ورئيس المجلس الرئاسي، والقائد العام للجيش الليبي، ووفد من المجلس الأعلى للدولة، بالإضافة إلى ممثلي أعيان وقبائل ليبيا، وممثلي المجتمع المدني والإعلاميين والمثقفين الليبيين، ومشيرا إلى ما لمسته مصر من وجود توافق متنامي بين الفرقاء الليبيين حول عدد من الثوابت الوطنية الليبية، وكذلك القضايا العالقة في إطار الاتفاق السياسي والتي يتعين الاستمرار في الحوار للوصول إلى صيغ توافقية لمعالجتها. كما أشاد في هذا الشأن بالجهود التونسية والجزائرية التي تتسق وتتكامل مع الجهود المصرية.

 

وأكد سامح شكري، في ختام كلمته، على ثقة مصر في أن العمل المشترك مع كل من الجزائر وتونس سيساعد في التوصل إلى حلول توافقية ترضي جميع الأطراف، وتتيح الانتقال إلى مرحلة إعادة بناء الدولة الليبية ومعالجة مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الإرهاب واستعادة الأمن.

 

ولفت "أبو زيد" في ختام تصريحاته، إلى أنه من المقرر أن يستقبل الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، غدا الإثنين،  وزراء خارجية كل من مصر والجزائر للتباحث حول الخطوات القادمة لتفعيل المبادرة التونسية لحل الأزمة الليبية بالتعاون والتنسيق بين الدول الثلاث، وأنه سيصدر بياناً مشتركا يعكس ما تم الاتفاق عليه في هذا الشأن.