على مدى 5 مباريات، لعبها المنتخب المصري، أمام فرق أفريقية من أقوى فرق كرة القدم، في بطولة الأمم الأفريقية (ألكان)، اجتمع أكثر من 60 مليون مصري، من محبي كرة القدم، ومن محبي الوطن في صورة المنتخب الوطني، الذي وصل للنهائي في تلك البطولة، بعد غياب 7 سنوات.

ولتلك البطولة مكاسب أخرى موازية، منها المعنوي ومنها المادي، حيث وصل أقل سعر للكرسي في مقهى شعبي، لمشاهدةمباريات مصر، إلى 15 جنيه، ومرورا ب 25 و50 جنيه، حتى يصل الحد الأدنى للفرد في الكافيهات إلى 150 جنيه، وأكثر، مما ينشط السوق، ويحقق أرباح مادية لأصحاب تلك المقاهي والكافيهات، وكذلك بيزنس الأعلام واللافتات لتشجيع الوطن من خلال المنتخب، ولعبة كرة القدم عشق الجماهير.

لكن السؤال، هل يمكن أن تتحول كرة القدم، بشعبيتها وسط الجماهير المصرية والعربية، والعالمية، والتفاف الجميع لتشجيع منتخبهم أو فريقهم، للترويج السياحي، وتحقيق مكاسب تصب في الدخل القومي، واقتصاد الدولة؟

تكلفة ترويج مصر بالطرق التقليدية

أعلن هشام الدميري، رئيس هيئة تنشيط السياحة، خلال مؤتمر صحفي أمس الأحد (توازيا مع مباراة نهائي بطولة الأمم الأفريقية بين مصر والكاميرون)، أن التكلفة التي تم إقرارها، للحملات الترويجية لمصر بالخارج، بناء على التعاقد مع شركة JWT،حوالي 22 مليون دولار سنويا لتغطية 26 سوقا خارجية، بحيث تحصل كل سوق سياحية على حصة تقدر ب7500ألف دولارفقط.

وأضاف الدميري، أن منظمة السياحة العالمية تقوم بعمل تقييم للحملة، كل فترة، وكان آخر تقييم خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين، إضافة لتقييم كل 44شهور من خلال هيئة تنشيط السياحة.

وأوضح الدميري، أن الحملة الترويجية لمصر بالسوق الألماني، توقفت بسبب عدم وجود موسم حجوزات من السوق الألماني، خلال الفترة من نوفمبر وحتى مارس، وليس بسبب المستحقات.

من جهة أخرى قال هاني شكري، رئيس شركة JWT، التي تقوم بالترويج السياحي لمصر، لمدة 3سنوات أن مستحقات الشركات الأجنبية التي تنفذ الحملات الترويجية لمصر بلغت 166 مليون دولار، وأن شركة "مايند شير" التي تنفذ الحملات الإعلامية خارجيا، لها مستحقات تبلغ 9.55مليون دولار.

وأوضح شكري، أن تلك المستحقات متراكمة، منذ حوالي 15 شهرا، وأن شركة جي دبليو تي، حصلت على 8.5 مليون جنيه فقط، مقابل تنفيذها لحملات الترويج للسياحة المصرية، أي ما يعادل مليون دولار بسعر الصرف، قبل قرار تحرير سعر الصرف في نوفمبر الماضي.

وإجمالي ماتم إنفاقه للحملات الترويجية على مدى 18 شهرا حوالي 24 مليون دولار، وأن بعض المكاتب السياحية الخارجية التابعة لهيئة تنشيط السياحة، تأخرت في الموافقة على فواتير الحملات الترويجية.

يذكر أن التعاقد مع JWT ينتهي في أغسطس 2018، بعد فوزها بمناقصة الحملة الدعائية لمصر، في 27 سوق سياحي، لمدة 3سنوات تبدأ من أغسطس 2015، مقابل 68 مليون دولار.

أرباح بالملايين من مباريات ودية..تونس وقطر نموذجا

تونس

كانت أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم المصغرة، في سبتمبر 2016، عن إطلاقها لبطولة العالم الأولى لكرة القدم المصغرة، في أكتوبر20177، لأنه موسم الذروة السياحي، وحتى يتم تأهيل ستاد الافتتاح وستاد الختام للبطولة، وأن يكون الافتتاح في مدينة جرما التونسية، وختام البطولة في مدينة قرطاج، بهدف الترويج السياحي لتونس، من خلال استضافة 16 منتخب عالمي ما بين أوروبي وأمريكي وأفريقي وآسيوي وأسترالي.

وتوقع أشرف بن صالحة رئيس الجامعة التونسية، أن يكون عدد الحضور، لمواكبة بطولة العالم حوالي 30ألف مشجع حول العالم، وأنه تم التنسيق مع وزارة السياحة التونسية، للترويج للحدث، حتى يتم الاستفادة من الحدث اقتصاديا وسياحيا.

كما سيتم تشييد ملعب لكرة القدم لاستضافة المباريات، يستوعب 5آلاف مشاهد، وستشرف عليه شركة فرنسية.

وأضاف بن صالحة خلال مؤتمر صحفي، في وقت سابق، أنه حتى لا تتكلف الدولة التونسية، مصاريف إضافية، تم الاتصال بشركات عالمية لرعاية الحدث، ومن ثم تحقيق مكاسب اقتصادية للدولة، والترويج السياحي من خلال معدلات الإنفاق في الليالي السياحية، ودعم السياحة الرياضية، من خلال كرة القدم.

من جهة أخرى، كانت الدولة التونسية، دعت نادي "باريس سان جيرمان" الفرنسي، لمقابلة المنتخب التونسي في مباراة ودية، بهدف الترويج السياحي لتونس، واستقبل قائد السبسي الرئيس التونسي رئيس نادي باريس سان جيرمان، ناصر بن غانم الخليفي، بقصر قرطاج في يناير الماضي، ليؤكد اهتمام الدولة التونسية بالترويج السياحي من خلال الرياضة، وكرة القدم.

كانت أقل سعر تذكرة لتلك المباراة الودية بين النادي الأفريقي ونادي باريس سان جيرمان، حوالي 40 دينار تونسي ما يعادل 17.5 دولار، وأعلى سعر للتذكرة وصل ل3500 دينار تونسي، أي ما يعادل 1534 دولار أمريكي.

قطر

اعتمدت قطر طرق جديدة، للترويج لها سياحيا، ومن ثم طرق لزيادة الدخل القومي من خلال موارد غير نفطية، ونظرا لنقص  الموارد بها كدولة، حاولت استقطاب جمهور الرياضة، وخصوصا عشاق الكرة المستديرة، لحضور مباريات بين فرق عالمية، على أرضها، مثل كأس السوبر الإيطالي، الذي استضافته على أرضها، واستمتع أعضاء فريقي يوفنتوس وإيه سي ميلان، بجمهورهم من مشجعيهم حول العالم، بأجواء الصحراء.

وفي هذا الإطار، تسعى الهيئة العامة للسياحة القطرية، من خلال شركائها في القطاعين العام والخاص، لاجتذاب المسابقات والرياضات العالمية لقطر، ومن ثم استقطاب سياح الرياضة الدوليين، حتى وصل عدد التذاكر التي تم بيعها حتى ديسمبر 2016 لمشجعين الرياضة حول العالم حوالي 3000 تذكرة.

من جهة أخرى حضر أكثر من 5000 زائر للدوحة لمشاهدة مباراة بين نادي برشلونة الأسباني، والأهلي السعودي، وتم تنظيم المباراة بالتعاون مع الخطوط الجوية القطرية، في إطار الدورة الأولى من "مباراة الأبطال"، وأنفق السياح الدوليين من مشجعي كرة القدم حوالي 9.6 مليون ريال أي ما يعادل 2.5 مليون دولار، حسب بيانات قطاع التسويق والترويج في الهيئة العامة للسياحة القطرية.

محاولات ومشاهير للترويج السياحي لمصر

في الوقت الذي أشادت فيه وكالة "بلومبرج" الأمريكية، عن السياحة المصرية، واختارت مصر ضمن 20 وجهة سياحية في  العالم، كانت وزارة السياحة المصرية، وهيئة تنشيط السياحة، يحاولوا البحث عن الترويج لمصر من خلال أبنائها، خارج البلاد خاصة نجوم كرة القدم، مثال "محمد صلاح" الذي تصدر صفحات أشهر الصحف الرياضية بإيطاليا، ونال شهرة جعلت وزارة السياحة، تفكر في الاتفاق مع نادي "ايه إس روما" الإيطالي، لتدشين حملة إعلانية بمشاركة "صلاح" للترويج للسياحة المصرية، في سبتمبر 2016، حتى يتزامن مع بداية الموسم الرياضي الجديد، حسب بيان مكتب هيئة التنشيط السياحي بالعاصمة الإيطالية روما.

من جهة أخرى، قامت شركة "برايم فارما" للأدوية بدعوة نجم الكرة الأرجنتيني "ليونيل ميسي" نجم نادي برشلونة الأسباني، لزيارة مصر، في إطار الحملة العالمية لبرنامج السياحة العلاجية لمرض فيروس سي بإسم Ture n’Cure.

وتقام الحملة، حسب بيان الشركة، بهدف أن تكون مصر وجهة العالم للتخلص من أمراض التهاب الكبدي الوبائي فيروس سي، وتنشيط السياحة العلاجية، وسيقوم اللاعب ميسي بزيارة مصر في منتصف فبراير الجاري، حسب تصريحات شركة برايم فارما، ومحمد عشماوي المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر.

يذكر أن الإحصاء النهائى للسياح الذين زارو مصر خلال العام الماضى 2016 بحسب وزير السياحة يحيى راشد بلغ 5,3 مليون سائح بنسبة انخفاض قدرها 40% مقارنة العام الماضى 2015 الذى زار فيه 9.3 مليون سائح البلاد نتيجة الانحسار السياحى الذى شهدته مصر المقصد المصرى عقب سقوط الطائرة الروسية فى صحراء العريش.
وتوقع راشد فى تصريحات سابقة له أول يناير الماضي، عودة الحركة السياحية إلى معدلاتها الطبيعية فى العام الجديد نتيجة الجهود التى تبذلها الوزارة وهيئة تنشيط السياحة والقطاع الخاص فى كافة الأسواق المصدرة للسياحة المصرية، وكذلك الأسواق الناشئة.
من ناحية أخرى أكد رئيس هيئة التنشيط السياحى جاهزية الهيئة لتنفيذ حملة ترويج قوية للسياحه المصرية بالسوق الروسى بمجرد الإعلان رسميا عن استئناف الحركة السياحيه إلى مصر وستتم بالتشاور مع الشركاء السياحيين بالسوق الروسي، وستشمل جميع الادوات منه الأتوبيسات ومحطات المترو وعلى مواقع التواصل الاجتماعى والإعلانات المباشرة فى التليفزيون