زيارات مكوكية يقوم بها الرئيس السودانى عمر البشير، إلى المملكة العربية السعودية، بلغت 10 زيارات خلال عامين حتى آخر لقاء جمعه مع العاهل السعودي الملك سلمان في الرياض. مع كل زيارة للرئيس السوداني، يعود محملا بالهدايا والمنح "رز السعودية" -المصطلح الذي اعتادت جماعة الإخوان على ترويجه للإساءة لمصر- بعضها معلن وأغلبها خفي، ومن طقوس الزيارات العشر إجراء حوار صحفي مع الصحف السعودية يتصدره عنوان يهاجم خلاله حليفه القديم إيران، ويتهمها بنشر التشيع في الأمة الإسلامية ويبارك خطوات الرياض الرامية للقضاء على مشروعها الفارسي. انقلاب زعيم السودان الحالم بلقب "مهيب الركن" أسوة بالزعيم العراقى الراحل صدام حسين، على جميع الحلفاء، منذ إعلانه الدخول في التحالف العربى لأجل الحرب اليمن، يراها البعض جاءت كنتيجة لتشبع خزانته من أموال أمير المعركة محمد بن سلمان، الذي تدخل مؤخرا بقوة لدى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، لرفع العقوبات عن السودان، كهدية ثمينة معلنة ترسخ أركان النظام السودانى المتصدع نتيجة انهيار الحالة الاقتصادية. دخول الرئيس السوداني على خط الأزمة اليمنية وتقديم جنود جيشه وقودا للمعارك البرية -بحسب مراقبين- لم يأت من باب العروبة والمشاعر القومية، ومثل المال السعودي محركه الأساسي إلى أرض المعركة. اللافت في تحرك البشير العسكري تجاه اليمن السعيد، هو إرساله ميليشيا الجنجويد إلى عدن للتدخل بريا في المعارك عقب فرار جنود قطر وامتناع القوات السعودية عن خوضها بسبب طبيعة التضاريس الجبلية.
يشار إلى أن ميليشيا الجنجويد الدموية، تحمل تاريخا حافلا بمداهمة المنازل واغتصاب الفتيات وقتل الأطفال وارتكاب جرائم قتل جماعية بحق المواطنين العزل، الأمر المثير للجدل حول سر إرسالها إلى اليمن.
وبحسب مصادر يمنية كشفت لـ"فيتو"، أن الدفعة الأولى للجنجويد وصلت إلى مدينة عدن في أكتوبر 2015، وبدأت إجراءات توزيعها على بعض مناطق عدن وقاعدة العند العسكرية، وتوالت الدفعات بعدها. وتتكون ميليشيات الجنجويد من عدد من أفراد القبائل الذين أوكلت لهم مهام أمنية يقومون بها عوضا عن الجيش والقوات الحكومية بتعليمات من البشير، ومارست هذه الميليشيات القمع والقتل الجماعي في مناطق دارفور وكردفان وجبال النوبة طيلة السنوات الماضية، كما يستخدمها النظام في قمع وقتل المتظاهرين. طالب مجلس الأمن منذ أكثر من عشر سنوات بنزع سلاح ميليشيات الجنجويد، دون أن يفلح في وضع حد للاعتداءات الوحشية لهذه الميليشيات في حق السودانيين. وفي تقرير جديد صدر عام 2014 من قبل مشروع "كفى" و"سنتينل" مشروع القمر الصناعي، الذي يسعى لتتبع تحركات هؤلاء المقاتلين، خلص معدوا التقرير إلى أن: "ميليشيات الجنجويد تقوم بلعب دور الجيش السوداني كما يضمون عددًا جديدًا من مجرمي الحرب، من المدربين حديثًا، والمدججين بالسلاح"، حيث تصف منظمة مراسلون بلا حدود هذه الميليشيات بـ "قوات الدعم السريع للجيش".