حركة حماس وافقت على كافة الاشتراطات التى طلبتها الدولة المصرية من أجل الموافقة على التصالح وإن كان الإعلان عن التصالح رسميا لم يتم ولازالت اللقاءات تجرى بين قيادات من الحركة وقيادات أمنية مصرية.
وأوضح عيد فى تصريحات لـ"صدى البلد" أن الاشتراطات شملت التخلى عن جماعة الإخوان الإرهابية حتى وإن كان ذلك ظاهريا وعدم دعم المتطرفين بالسلاح أو السماح بمروره إليهم وهدم الأنفاق لوقف عمليات التهريب ومنع تدريب العناصر التخريبية داخل القطاع وسحب عناصرهم من الأراضى المصرية وتحديدا سيناء.
وأكد الباحث في شئون الإسلام السياسي، أن الملف الفلسطينى ملف مخابراتى من الدرجة الأولى نظرا لما تمثله فلسطين من أهمية على حدود مصر الشرقية، لافتا إلى أن مصر ترعى مبادرة للتصالح بين الفصائل الفلسطينية وإنهاء حالى الإنقسام والتوحيد تحت لواء الدولة الفلسطينية.
يذكر أن مصادر أمنية في القاهرة، أكدت أن حركة حماس ألقت القبض خلال الأسابيع الماضية على أكثر من 300 عنصر من عناصر السلفية الجهادية، داخل قطاع غزة ممن ثبت صلتهم بعمليات إرهابية داخل سيناء أو ثبت تعاونهم مع التنظيمات المتطرفة هناك، مضيفة أنه تم إرسال هذه العناصر للقاهرة للتحقيق معها.
ووصف مراقبون هذه الخطوة بمثابة "عربون" للمصالحة مع مصر من أجل تحسين العلاقات بينهما، من خلال قطع العلاقات مع العناصر الإرهابية في سيناء بعد أن باتت الخيارات أمام الحركة قليلة في الوقت الراهن بسبب الأوضاع الإقليمية والدولية. وفي ظل رغبة القاهرة في تحقيق تأثير وسيطرة أكبر على ما يحدث لدى الفلسطينيين-بحكم أولويات الأمن القومي المصري.
وأضافت المصادر أن مصر نجحت في تدمير عدة أنفاق تربط بين غزة ورفح المصرية آخرها نفق جديد هذا الأسبوع يصل طوله لحوالي 1700 متر وله ست فتحات كان يستخدم في تهريب العناصر المتطرفة والأسلحة من غزة إلى داخل سيناء.
وفي الأسابيع الماضية، أكدت الكثير من التقارير أن هناك تقاربا هادئا بين حماس وبين مصر ودلل الكثيرون على هذا التقارب باللقاء الذي عقد في القاهرة بين مسئولين في حماس، وكبار المسئولين المصريين.
ومن جانبها أعلنت حركة حماس، الخميس الماضي، أن نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق والمقيم في قطر قد وصل إلى مصر في زيارة رسمية تستمر عدة أيام.
وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، إن أبو مرزوق عقد عدة لقاءات مع مسئولين مصريين لبحث العلاقات الثنائية بين الحركة والقاهرة.
وأضاف القانوع أن لقاءات أبو مرزوق ستتناول كذلك تطورات الأوضاع الفلسطينية.
وكان من المفترض أن يأتي معه في نفس الزيارة اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني السابق إلا أن السلطات المصرية نصحته بتأجيل الزيارة لاعتبارات أمنية. ذلك أن تهديدات استهدفته أطلقتها العناصر المتشددة التي تنسب نفسها إلى السلفية الجهادية في غزة والتي تخوض ضدها سلطات القطاع صراعا أدى إلى اعتقال بعض عناصرها وهروب البعض الآخر.
وقال الزهار إن التواصل بين حماس ومصر "مستمر ولم ينقطع، وهناك رغبة مشتركة لعقد اجتماع ثنائي قريبًا"، مؤكدًا أن مصر كدولة محورية "لا بد لها أن تحمل الهم العربي".
وعقد آخر لقاء بين حماس التي تسيطر على قطاع غزة والمسئولين المصريين بالقاهرة في أبريل الماضي.
وكانت العلاقات توترت بين حماس ومصر منذ عزل محمد مرسي مطلع يوليو 2013 والذي كان يقيم علاقات وثيقة مع الحركة ذات الروابط التاريخية مع جماعة الإخوان التي ينتمي إليها.