fiogf49gjkf0d
اندلعت في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة اشتباكات طائفية بين جناحي الأمة المسلمين والمسيحيين على خلفية قيام مجموعة من السلفيين بمهاجمة كنيسة ''مارمينا'' الواقعة بشارع  المشروع المتفرع من شارع الأقصر بالبصراوي، جرت خلالها مواجهات مع أقباط المنطقة مما أسفر عن سقوط 5 قتلى وأكثر مائة مصاب، وفقاً للرواية الرسمية.

واستنكر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الحادث واعتبره ''عبثا بأمن مصر ولا يمكن أن يصدر من أشخاص متدينين يعلمون حقيقة دينهم سواء مسلمين أو مسيحيين''، مطالباً المصريين بالتكاتف لمواجهة العابثين بأمن البلاد واستقرارها.

وبدأت الاشتباكات مساء يوم أمس السبت، بعد أن سرت شائعة (لم يتم التأكد من صدقيتها) بأن كنيسة مارمينا محتجز فيها فتاة أعلنت إسلامها منذ عدة أشهر، وأوضح بعض قادة المظاهرات من السلفيين أن الفتاة تدعى عبير طلعت خيري من كفر شحاتة بمركز ساحل سليم جنوب شرق أسيوط وأشهرت إسلامها قبل 7 أشهر، عن طريق أحد الأفراد فى مشيخة الأزهر، وغيرت اسمها إلى أسماء محمد أحمد إبراهيم، وكان يرعاها الشخص الذي ساعدها على إشهار إسلامها.

وقال السلفيون إن الفتاة كانت تستعد للزواج قبل أن يتم خطفها في مارس الماضي، مشيرين إلى أنه تبين لهم أنها ذهبت إلى إمبابة عن طريق أحد الخدام في الكنيسة الذين يتهمهم شخصيات من المتظاهرين عن رعاية الفتاة خلال الشهور الماضية.

ومع تصاعد الأحداث، حاصر السلفيون الكنيسة وحاولوا اقتحامها، الأمر الذي واجهه الأقباط بإطلاق الأعيرة النارية من أعلى مبنى الكنيسة الذي يتكون من أربعة أدوار، فما كان من السلفيين سوى مهاجمة المنازل والمحلات المملوكة للأقباط، والمجاورة للكنيسة.

وأشار شهود عيان إلى أن السلفيين أضرموا النيران في مقلب قمامة مواجه للكنيسة، وفي مقهى مجاور يملكه أحد الأقباط يدعى عادل، والذي قيل أنه أول من أطلق الرصاص.

وظلت الأمور في تصاعد مستمر وسط حصار الكنيسة من جانب السلفيين، حتى وصلت قوات من الجيش والأمن المركزي والقوات الخاصة للسيطرة على الوضع، حيث فرضت طوقاً أمنياً على الكنيسة والمنطقة المحيطة بها وفرقت المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه، حتى أفرغت الشارع الموجودة فيه الكنيسة من المتظاهرين.

ومع شيوع وقوع قتلى هاجت الدنيا وعاود السلفيين التظاهر وانضم إليهم بعض أهالي المنطقة، مرددين هتافات ''إسلامية إسلامية''، ''بالروح بالدم نفديك يا إسلام''، و''الله أكبر الله أكبر''، ولا إله إلا الله''، ليرد عليهم الأقباط بإطلاق الرصاص في الهوا من أعلى الكنيسة ومن شرفات المنازل، في ألقت الذي تقف فيه قوات الجيش بدبابتها أمام الكنيسة لحمايته.

ونظراً لكثرة أعداد المصابين، فقد تم نقلهم إلى مستشفيات الجيزة والقاهرة القريبة من موقع الأحداث الدامية كمستشفيات إمبابة وبولاق العام والقصر العيني، وأشارت وزارة الصحة أن الإصابات تنوعت مابين طلق ناري وكسور ورضوض وجروح وإصابات مختلفة بالجسم، وقامت الفرق الطبية بالمستشفيات فور دخول الحالات بعمل الإسعافات اللازمة وإجراء الكشوف والتحاليل والإشاعات اللازمة للمصابين.

وفي الوقت الذي كانت تحاول فيه قوات الأمن السيطرة على الوضع بكنيسة ''مارمينا''، أضرم ''بلطجية'' النار في كنيسة ''العذراء'' بشارع الوحدة بإمبابة، حسبا أكد شاهد عيان، مضيفاً أنهم بمجرد قيامهم بحرق الكنيسة قاموا بالهروب، مؤكداً أنهم عناصر من خارج منطقة إمبابة.


من جهة أخرى، تجمع نحو مائتي شاب قبطي معظمهم أعضاء في حركة '' اتحاد شباب ماسبيرو القبطية'' أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة وأعلنوا دخولهم في اعتصام حتى يلتقوا السفيرة الأمريكية، وطالبوا بتدخل المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية لحماية الأقباط في مصر مما وصفوه بـ''اضطهاد واعتداءات مستمرة من جانب التيارات الدينية الإسلامية''.

وقال أحد الناشطين (مصري يحمل الجنسية الأمريكية) ''إذا كانت الحكومة والجيش المصريين عاجزين عن حمايتنا.. فإننا نطالب المجتمع الدولي وأمريكا على وجه الخصوص بحمايتنا أو يتركونا نغادر مصر ونذهب إلى أي مكان آخر بالعالم لأننا نشعر بأننا غير مصريين''.

ومع الساعات الأولى من يوم الأحد تجمع عشرات السلفيين بشارع الأقصر الموجودة بع الكنيسة للحديث مع الشباب المسلم، والقيام بتهدئتهم، لرجوعهم عن مهاجمة المسحيين الذين واصلوا إطلاق النيران من فوق أسطح المنازل القريبة من كنيسة مارى مينا، ودعا أنصار التيار السلفي، وبعض أئمة المساجد بالمنطقة الأهالي المستنفرين بكافة شوارع المنطقة، وغير التابعين لأي من التيارات الإسلامية، إلى العودة إلى منازلهم، وترك القوات المسلحة، ورجال الشرطة، للقيام بمهام عملهم، وتأمين المنطقة، لوأد الفتنة بين جناحي الأمة، مؤكدين أن المسلم والمسيحي يد واحدة.

وبحلول الساعة الثانية صباحاً حذر بعض ضباط القوات المسلحة المتواجدين لحراسة الكنيسة المواطنين المتجمهرين حول الكنيسة بفض تجمهرهم وإلا سيتم التعامل معهم من قبل قوات الجيش، مؤكدين أنهم سيقومون بفرض حظر تجول بالمنطقة وتم إطلاق أعيرة نارية في الهواء لتحذير المتجمهرين.

وحتى كتابة هذه السطور كان هناك عشرات المسلمين منتشرين في الشوارع المحيطة بالكنيسة، وبين الحين والآخر يرددوا هتافات ''إسلامية إسلامية''، في الوقت الذي دفعت وزارة الداخلية بتعزيزات إضافية من قوات الأمن المركزي، مدعومة بعربات مصفحة للسيطرة على الوضع المتأزم.