فيما يواصل الجيش السوري تقدمه في شرق حلب بالتزامن مع فرار آلاف المدنيين من مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، الا انه مني بخسارة امام تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) الذي تمكن مجددا أمس، من السيطرة بالكامل على مدينة تدمر الاثرية، بعد تقهقر لم يستمر طويلا في مواجهة ضربات جوية روسية عنيفة.

وقال محافظ حمص طلال البرازي للتلفزيون الرسمي، إن «تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على مدينة تدمر القديمة وإن الجيش يقاتل لاستعادتها».

وفي أول اعتراف رسمي للحكومة بسقوط تدمر مرة ثانية في أيدي المتشددين، نقلت قناة «الإخبارية» السورية عن البرازي، إن الجيش انسحب من المدينة.

ونسب التلفزيون إلى المحافظ إن «الجيش يستخدم كل السبل المتاحة لمنع الإرهابيين من البقاء في تدمر».

وسيطر تنظيم «الدولة الاسلامية» أمس، مجدداً على تدمر رغم القصف الجوي الروسي.

واشار مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن الى ان «الاشتباكات توقفت في تدمر مع استمرار القصف الجوي».

ونقلت وكالة «اعماق» المرتبطة بالتنظيم المتطرف ان «قوات الدولة الاسلامية تحكم سيطرتها على كامل مدينة تدمر».

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن مركز مراقبة روسي في سورية، إن أكثر من أربعة آلاف من مقاتلي «الدولة الإسلامية» أعادوا تنظيم صفوفهم وشنوا هجوما ثانياً لاستعادة تدمر.

وأشار المركز الى إن تنظيم «داعش» يجلب «قوات كبيرة» من معقليه في الرقة ودير الزور.

واعلنت وزارة الدفاع الروسية انها شنت 64 غارة على مواقع «داعش» في تدمر ومحيطها، ما اسفر عن مقتل «اكثر من 300» مسلّح من التنظيم المتطرف.

وفي مدينة حلب، حقق الجيش السوري تقدما جديدا على حساب الفصائل المعارضة بسيطرته على حارة الاصيلة قرب المدينة القديمة فضلا عن اجزاء واسعة من حي المعادي.

ويتركز تواجد الفصائل المعارضة حاليا في الاحياء الجنوبية الشرقية من حلب وحيث تتواصل الاشتباكات العنيفة على محاور عدة، وسط قصف متجدد لقوات النظام على اخر الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة.

وردت الفصائل المعارضة باطلاق القذائف الصاروخية طوال الليل وحتى صباح أمس على الاحياء الغربية، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.

وشهد منتصف ليل السبت - الاحد جولة جديدة من النزوح.

واشار عبد الرحمن الى ان النازحين الجدد توجهوا الى الاحياء الغربية او تلك التي سيطرت عليها قوات النظام أخيرا في شمال ووسط مدينة حلب. وافادت «وكالة الانباء السورية» الرسمية (سانا) بدورها، أمس، بـ «خروج اربعة الاف مدني (...) من القسم الجنوبي من أحياء مدينة حلب الشرقية».

من جهته، توقع وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أمس، ان يسيطر الجيش السوري على حلب. وقال: «يبدو الان للاسف ان حلب ستسقط».