مطالبة أبو المعاطي مصطفى عضو مجلس النواب، بمحاكمة نجيب محفوظ بتهمة خدش الحياء العام، ليست المرة الأولى التي يثار فيها الجدل بشأن كتابات أديب نوبل المصري، محفوظ الذي فخر بكونه ابن الحضارتين الفرعونية والإسلامية حاول عدد من المتطرفين اغتياله في منتصف التسعينات بسبب ما وصفوه بالتعدي على الذات الإلهية برواية "أولاد حارتنا". 

 
وعقب محاولة اغتيال محفوظ الفاشلة، رأى مراقبون أن أضرار هذه المحاولة لم تنته بانتقاله إلى المستشفى واقتراب تعافيه، بل إن محام من المنصورة أقام دعوى قضائية ضده بتهمة "إهانة الذات الإلهية وتسميته بالجبلاوي"، بعد أن نشر محفوظ موقفًا بينه وبين ممرضة  تسأله عن تحسن حالته الصحية، فرد بروح الدعابة "يظهر الجبلاوي راض علي". 
 
وفي عام 2016 أثارت نسخة عمرها أكثر من ربع قرن لرواية "عبث الأقدار" التي نشرت للمرة الأولى قبل 80 عامًا، الجدل إذ استخدمت دار الشروق للنشر نسخة قدمها الناشر محمد المعلم عام 1989 تحت عنوان آخر وهو "عجائب الأقدار"، فأثارت جدلًا واسعًا واستنكارً من قبل القراء "هل تستحق أعمال محفوظ هذا؟، وأشار بعضهم إلى أن "الشروق" استجابت لمطالب "متشددين"، إلا أن الدار نفت كل ما نشر في بيان رسمي "الرواية موجودة باسمها الأول".

مرة أخرى في عام 2016 تثير روايات محفوظ الجدل على يد النائب أبو المعاطي الذي غير من طريقة الهجوم على أدب نجيب، بتبديل جملة الاتهام من إهانة الذات الإلهية في رواية "أولاد حارتنا" إلى خدش الحياء العام في الثلاثية (قصر الشوق، بين القصرين، السكرية). 
 
"حاكموا الخبل الفكري"
بضحكة ساخرة وصف الكتاب الصحفي عبدالله السناوي هجوم النائب أبو المعاطي على نجيب محفوظ بـ "الخبل الفكري والسياسي". 

وقال "السناوي" خلال حديثه لـ "دوت مصر": ما قاله النائب تعبير عن الخبل الفكري والسياسي، وهذا أقل ما يوصف به التصريحات التي أطلقت من تحت قبة البرلمان ضد واحد من أعظم وأهم أدباء في العالم القرن العشرين، يبدو أن النائب كان يتكلم عن حرامي غسيل أو نشال في أتوبيس لا نجيب محفوظ".

وأضاف، أن النائب تجاوز لما هو مسموح به من حرية الرأي ووصل إلى مستوى هابط في الكلام، فليس هكذا يتم مناقشة الأدب والقضايا الثقافية، من حقك أن تختلف مع محفوظ نقديًا، ولكن هناك لغة راقية لهذا الاختلاف، لا تهبط لمستوى الحواري، هذا الكلام يستحق المسألة وإن لم تتم فهذا البرلمان لا يستحق الاعتبار، ولن يكون له قيمة. 

وطالب بمحاكمة النائب بتهمة ازدراء مصر والإرث والشخصية الثقافية المصرية، وأن يتوحد المصريين لا المثقفين فقط لتجاوز هذا الخبل الفكري سريعًا دون الوقوف أمامه أو إعطائه أهمية.