لاقي إعلان مجلس الأعمال المصري الأوكراني بحث زيادة حجم الصادرات المصرية إلى أوكرانيا في مختلف القطاعات من خلال التبادل بالعملات المحلية بالبلدين "المقايضة"، "الجنيه مقابل هيرفانا الأوكرانية"، رفضا من قبل الخبراء الاقتصاديين؛ خاصة وأن ارتفاع الدولار أثر بالسلب على أوكرانيا حيث تجاوز سعره الـ26 هيرفانا.
وقال الدكتور إيهاب الدسوقى أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية إن هذا الإعلان أو الطرح "نيته طيبة وهدفه الخدمة الوطنية لكنه غير اقتصادى بالمرة".
وأضاف الدسوقى، فى تصريحات لـ"صدى البلد" أن التبادل التجارى بالعملة المصرية مع أوكرانيا بعيد عن الواقع وغير منطقى لأن الجنيه لا يباع ولا يشترى بأوكرانيا وليس له سوق إلا داخل مصر.
وتابع الدسوقى أن الأزمة الاقتصادية بالإضافة إلى أزمة ارتفاع الدولار لن يحلها التبادل التجارى بالعملة المحلية لافتا إلى أن معظم المعاملات التجارية الدولية تتم عن طريق الدولار.
وأشار أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية إلى أنه تم الإعلان فى وقت مسبق عن إجراء تبادل تجارى بين مصر وروسيا وبين مصر والصين بالعملة المحلية لكنه لم يطبق على أرض الواقع حتى الآن.
من جهته أكد الدكتور فخرى الفقى مساعد المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى سابقا، أن الأمر معقد للغاية ولا يمكن تحقيقه.
وأرجع الفقى السبب إلى ضعف حجم الاستثمارات والتعاملات الاقتصادية بين مصر وأوكرانيا، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يتعدى المليارى دولار.
وشدد الفقى فى تصريحات لـ"لصدى البلد"، على أن فكرة التبادل عن طريق العملات المحلية بين مصر وأوكرانيا لا ترقى إلى موافقة البنك المركزي المصري، ولا أرجح مناقشتها كتجربة التبادل مع الصين، والتي سيتم تطبيقها قريبا، لافتا إلى أن حجم الاستثمارات بين مصر والصين كبير جدا، كما أن الصين ستقوم بإنشاء منطقة صناعية فى مصر، يمكن أن تنفق عليها من العملة المحلية المصرية.
يذكر أن مجلس الأعمال "المصرى – الأوكرانى" برئاسة المهندس جمال العجيزى استعرض سبل تعزيز التعاون المشترك بين رجال الأعمال فى البلدين.
جاء ذلك فى إطار الإعداد لاجتماعات الدورة السابعة للجنة الاقتصادية المشتركة وانعقاد منتدى الأعمال "المصرى – الأوكرانى"، والذى سيعقد بالعاصمة الأوكرانية كييف يومى 19 و 20 من ديسمبر المقبل برئاسة الدكتور سحر نصر وزيرة التعاون الدولى عن الجانب المصرى ووزير السياسات الزراعية والغذاء عن الجانب الاوكرانى.
وقال "العجيزى" إن الجانب المصرى يبحث زيادة حجم الصادرات المصرية إلى أوكرانيا فى مختلف القطاعات من خلال التبادل بالعملات المحلية بالبلدين "المقايضة" الجنيه مقابل هيرفانا الأوكرانية"، خاصة وأن ارتفاع الدولار أثر بالسلب على أوكرانيا، حيث تجاوز سعره الـ 26 هيرفانا "العملة الأوكرانية".
وأوضح " العجيزي" أن قطاع السياحة من أهم مجالات التعاون المشترك خاصة وانها البلد الوحيد التي لم توقف السفر إلى مصر ويقدر أعداد السائحين الأوكرانيين 500 الف سائح سنويا، مشيرًا إلى أن الجانب المصري بمجلس يستهدف جذب مليون سائح أوكراني خلال العام المقبل.
وأضاف إن مجالات التعاون تشمل زيادة حجم الصادرات في قطاعات الأدوية والحاصلات الزراعية والاستصلاح الزراعة، من خلال استيراد الآلات الزراعية بجانب قطاع التعدين.
وأكد أن 25 شركة مصرية مهتمة بالتعامل مع السوق الاوكراني وأبدت رغبتها في عقد شراكات لتعزيز وزيادة معدلات التجارة وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، لافتا إلى أنه يجرى حاليا الاعداد للوفد المصري الذى سوف يشارك في اجتماعات الدورة السابعة للمجلس في كييف ومنها شركات تعمل في الحاصلات الزراعية و السياحة والادوية بالإضافة الى صناعة المواسير.
وأوضح "العجيزي" أن حجم التبادل التجاري بين مصر واوكرانيا يقدر بنحو 2 مليار دولار في 2015،لافتا الصادرات المصرية خلال الفترة من يناير – مايو 2016 تقدر بنحو 27 مليون دولار في حين بلغ حجم الواردات 968 مليون دولار.