شهدت سجون طرة والفيوم والقطا والمرج والاستئناف أحداث شغب واحتجاجات واسعة من المساجين الذين تجاوزوا نصف مدة العقوبة المحكومة عليهم بها,
وذلك بعد أن علموا أنه لم ينفذ قرار الإفراج الشرطي في حقهم الذي ينص علي الإفراج عن المساجين الذين قضوا نصف عقوباتهم, وهو القرار الذي كان قد وعد به وزير الداخلية قبل أيام, ففي سجن طرة قام المساجين بإشعال النيران في العنبر رقم(1) مما دفع إدارة السجن إلي جمع جميع المتعلقات والمهمات الموجودة في باقي العنابر مثل الملابس والبطاطين وكل شيء قابل للاحتراق.
وفي سجن القطا والفيوم قام المساجين بإحراق كاوتشات السيارات التي كانت موجودة داخل السجون وبوابات السجن, وأكد أحد المساجين الجنائيين ـ الذي مر علي انقضاء نصف مدة عقوبتهم أكثر من شهرين ـ أن حراس السجن وحراس الأبراج تركوا مواقعهم, مما دفع المساجين للاشتباك ببعضهم, وتسبب ذلك في سقوط العديد من المصابين, وقامت إدارة السجن بقطع المياه وأحضرت سيارات أمن مركزي بها بقوات خاصة.
كما شهد سجن المرج أحداثا مماثلة, حيث قام المساجين بإشعال العنابر والأسرة.
ومن ناحية أخري, قام نزلاء عنبر الزراعة بسجن طرة بإشعال النيران داخل عنابرهم بعد أن علموا أن إدارة السجن سوف تقوم بإخلاء عنابرهم ونقلهم إلي سجن العقرب الملحق بسجن المزرعة, تمهيدا لنقل عدد من الوزراء والمسئولين السابقين المحبوسين علي ذمة التحقيقات في قضايا فساد وتربح إلي عنابرهم, كما أكد مصدر داخل سجن طرة أن جميع المحبوسين من المسئولين السابقين يستخدمون هواتفهم المحمولة ويقومون بالاتصال بذويهم وأنهم قد أحضروا ثلاجات داخل عنابرهم لحفظ الأطعمة التي يشترونها من الخارج ولتبريد المياه, وقال المصدر إن علاء وجمال مبارك ومعظم المسئولين السابقين بالسجن تتم معاملتهم معاملة خاصة تختلف عن معاملة باقي المسجونين, وأن هناك شعورا بالاحتقان بين باقي المسجونين بالسجن نتيجة هذه التفرقة في المعاملة.
من جهة أخري, لقي سجين مصرعه وأصيب5 آخرون في أثناء محاولة هروب عدد من نزلاء سجن الاستئناف بالقاهرة, وذلك في أثناء تحذير حراس السجن النزلاء بعدم الهروب, ولكن الأجهزة الأمنية بأمن القاهرة وقطاع السجون تمكنت من السيطرة علي الموقف وعادت حالة الهدوء إلي السجن وتم نقل المصابين إلي مستشفي السجن للعلاج وانتقلت النيابة للمعاينة.
وكان اللواء محمد طلبة مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة قد تلقي إخطارا من اللواء أسامة الصغير مدير مباحث العاصمة بقيام عدد من السجناء بعمل حالة من الهياج داخل سجن الاستئناف بعد انتشار شائعة بين النزلاء عن عدم تطبيق العفو عن السجناء المحبوسين علي ذمة قضايا التعاطي والاتجار في المخدرات.. تم إخطار اللواء نزيه جاد الله مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون, حيث انتقل بصحبة اللواء محمد الشرقاوي مدير مباحث السجون وتبين قيام عدد من السجناء بربط مفارش الأسرة ومحاولتهم الهروب من السجن من أعلي مبني سجن الاستئناف, حيث قامت قوات الحراسة بتحذيرهم عدة مرات وأطلقت الأعيرة الخرطوش عليهم, مما أدي إلي مصرع عبدالرحمن عبداللطيف45سنة وإصابة5 نزلاء آخرين, وهم سمير سعد صبحي22 سنة, كاظم أنور عويس28سنة, عطا إبراهيم رمضان27سنة, إبراهيم محمد عبدالمنعم31 سنة, خالد محمد سعد28سنة.
وأمر اللواء نزيه جاد الله بسرعة نقل المصابين للعلاج, ونجحت قوات أمن القاهرة في عمل كردون أمني أمر به اللواء محمد طلبة, وتمت السيطرة علي الموقف.