ظغط صقور الكونغرس الأمريكي طويلاً على البيت الأبيض للنظر في خيارات أكثر حزماً في سوريا، من غارات بصواريخ كروز إلى إقامة مناطق حظر الطيران وممرات إنسانية، ولكن خلال جلسة مغلقة في الكابيتول هيل اقترح موظف في مكتب النائب الجمهوري دوغ لامبورن مقاربة أخرى.
 
حتى إذا مات الأسد أو قتل، فإن جوهر النزاع، المتمثل بنظام مدعوم من روسيا وإيران بمواجهة المعارضة، قد لا يتغير كثيراً ونقلت فورين بوليسي عن ثلاثة أشخاص كانوا في القاعة عن الموظف قوله: "ماذا عن اغتيال الأسد؟".
 
فكرة غير قانونية
وأثار السؤال استغراب الحاضرين في الإيجاز الذي ضم 75 من مساعدي النواب ودعا إليه مجلس العلاقات الخارجية. ورفض الخبير الذي طرح عليه السؤال، وهو فيليب غوردون الذي كان منسقاً لشؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض الفكرة، معتبراً أنها غير قانونية وغير فاعلة، قائلاً إن "الاقتراح مخالف للقانون ولن يحدث فرقاً، لأن الروس لا يزالون مهتمين بسوريا، والإيرانيين أيضاً". ولم تعرف هوية الموظف الذي طرح السؤال، والأشخاص الذين سمعوا الحديث لم يسموه.
 
منع الاغتيالات السياسية
ويشار إلى أن مرسوماً تنفيذياً من عام 1967 يمنع الاغتيالات، وقد أصدره الرئيس جيرالد فورد بعد معلومات عن أن وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي حاولت قتل الرئيس الكوبي فيدل كاسترو في مناسبات عدة. ومذذاك، التزم جميع الرؤساء المرسوم الذي تنص إحدى فقراته، على أن "أي موظف في حكومة الولايات المتحدة يجب ألا ينخرط أو يتآمر للانخراط في اغتيال سياسي".
 
وقال مساعد للامبورن إن "أي نقاش حصل في الاجتماع لا يعكس آراء لامبورن". وعندما سئل عن مسألة الاغتيال، أقر  بأنها" ضد السياسة الأمريكية...لم أسمع بهذا الأمر يناقش جدياً". 
 
حلول عسكرية
وتقول فورين بوليسي إنه من المستبعد أن يوافق الرئيس الأمريكي الجديد على سياسية جديدة لاغتيال الأسد، إلا أن مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن تنظر على نحو متزايد في حلول عسكرية أكثر حزماً للأزمة المستمرة منذ ست سنوات. وتدعو سلسلة من التقارير الجديدة لمؤسسات الرأي إلى تحرك عسكري للضغط على نظام الأسد والقوات الروسية على أمل التوصل إلى انتقال سياسي. ولكن حتى إذا تمت الموافقة على اغتيال الأسد، يقول خبراء إن هذا الأمر قد ينطوي على مخاطر عدة. 
 
لن يؤدي إلى انهيار النظام
وعلق الخبير في الشأن السوري في مركز ويلسون أندرو بوين قائلاً: "أعتقد أن اغتيال الأسد سيسبب فوضى في دمشق...إلا أنه لن يؤدي بالضرورة إلى انهيار النظام، وكل من روسيا وإيران يوفر حماية شخصية كبيرة للأسد وعائلته. لذا يمكن ألا ينجح ذلك". 
 
وأفاد ممثل لمجلس العلاقات الخارجية أن غوردون سعى إلى الرد على سؤال المساعد بالقول إن اغتيال الأسد، إضافة إلى كونه مخالفاً للسياسة الأمريكية، قد لا يكون له أثر حقيقي على الأرض.
 
وقال: "حتى إذا مات الأسد أو قتل، فإن جوهر النزاع، المتمثل بنظام مدعوم من روسيا وإيران بمواجهة المعارضة، قد لا يتغير كثيراً".