كتبت: سلمى عبد المقصود
حسين: الطاولة ستنقلب على الإعلاميين بعد انتهاء سحابة الصيف بين القاهرة والرياض
عبد الحفيظ: الإعلاميون انتفخت بطونهم من الموائد السعودية وهللوا لسلمان ثم انقلبوا عليه
سلامة: نعيش فترة عدم اتزان إعلامي والمهنية غائبة عن معظم الإعلاميين.. والتجربة الجزائرية خير دليل
في إبريل الماضي، وقعت مصر اتفاقية تيران وصنافير مع المملكة العربية السعودية، وفي نفس الشهر سُربت وثائق تُشير إلى تلقي نواب في البرلمان وإعلاميين مصريين لهدايا من الملك سلمان، لدفاعهم عن حق المملكة في جزيرتي تيران وصنافير.
وقال موقع «ميدل إيست أوبزرفر»، إن جميع الإعلاميين اللذين دافعوا عن السعودية والوزراء والصحفيين العاملين في مؤسسة الرئاسة قُدمت لهم هدايا ورشاوي مالية من السعودية، لافتًا إلى أن الملك سلمان جاء محملاً بالمئات من الساعات باهظة الثمن لتقديمها لهؤلاء المسؤولين المعروفين بالأسم للنظام السعودي.
انقلاب مفاجئ في العلاقات المصرية السعودية
ومنذ شهر إبريل الماضي ويُمجد الإعلاميون المصريون في السعودية، ويُدافعون عن حقها في تملك جزيرتي تيران وصنافير ويعتبرون أنها تُحارب الإرهاب في اليمن والمنطقة، ثم انقلبت الآية بشكلٍ مفاجئ عقب تصويت مصر في مجلس الأمن على مشروع قرار روسي اعتبرته السعودية غير محققًا لأهدافها.
وبسبب هذا الاختلاف السياسي، أوقفت السعودية دعمها البترولي المقدم لمصر خلال شهر أكتوبر الحالي، فتحولت بوصلة الإعلاميين المصريين من تأييد المملكة والملك إلى اعتبارهما الشيطان الأعظم في المنطقة ككل، وفتح الإعلاميون أبواقهم لتُقطع في السعودية من كل ناحية، بل تبنوا حملة «مصر لن تركع» للاستغناء عن دعم الوقود والمال.
عبد الحفيظ: «قوائم العرر» انتفخت عروقهم في مدح «طال عمره».. والآن ينتقدوه
ويتناول الكاتب الصحفي، محمد سعد عبد الحفيظ، في مقال له تحت عنوان «كرامة العرر.. وقوائم عطايا آل سعود»، حالة الإعلاميين المصريين، قائلاً: نفس الشخصيات التي تبنت حملة مصر لن تركع وروجت لها في برامجها الفضائية وصحفها الصفراء، هم من وقفوا مطأطئ الرأس أمام الوفود السعودية التي رافقت الملك سلمان في زيارته، وانتفخت عروقهم وهم يرتجلون قصائد الشعر في مدح «طال عمره» تحت قبة البرلمان.
وطالب الكاتب من سفير السعودية أحمد القطان، ورجاله في القاهرة، كشف أسماء الإعلاميين أو ما سماهم في مقاله بـ «العرر» اللذين أغدقتهم السعودية بأموالها، وأكلوا على موائدها حتى انتفخت بطونهم ثم جاءوا الآن للمطالبة بالكرامة ويتحدثون عن أن مصر لن تركع.
جبهة تخريب مسار الصحفيين
وعقب توقيع اتفاقية تيران وصنافير، اتخذ بعض الإعلاميين والصحفيين وتحديدًا مندوبي الصحف والمواقع الإلكترونية ومعظم العامين في الصحف القومية والمؤسسات الحكومية، موقفًا مؤيدًا للاتفاقية وهو مادعاهم إلى الدخول في صدام مباشر مع نقابة الصحفيين ونقيبها الحالي، يحيى قلاش، والذي لازال يُحاكم حتى الآن بتهمة إيواء إرهابيين بالنقابة، أطلق سراحهم!.
يُضيف الكاتب محمد سعد عبد الحفيظ في هذا الشان: مؤيدي السعودية في السفارة ومن معهم من الإعلاميين دعوا لتشكيل جبهة «تخريب مسار الصحفيين»، ضمت عواجيز مبارك، ورؤساء تحرير الندامة، ومندوبي الداخلية في الصحف، ومجموعة «جروب الاتحادية» من «شباب الإعلاميين»، وكل هؤلاء ممن ينعم عليهم «مولانا القطان بالعطايا من حين إلى آخر».
ويواجه الإعلام المصري انتقادات خارجية بالإضافة إلى الاتهامات الداخلية، حيثُ يقول الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة، إن مصر تعيش حاليًا فترة تسمى بالانفلات الإعلامي، وهو أمر مرتبط بالعلاقات السياسية بيننا وبين الدول، مطالبًا بوضع ميثاق صحفي وإعلامي مشترك يجب الالتزام به والرجوع له.
يُفسر «سلامة» ماحدث خلال الفترة الآخيرة بين مصر والسعودية بأنه دليل على عدم الاتزان الإعلامي وافتقار الإعلاميين إلى المهنية في التعامل مع القضايا الحيوية والملحة والحاضرة، ضاربًا المثل بما حدث في التجربة الجزائرية حيثُ أشعل الإعلام الأزمة بين مصر والجزائر بنفس الطريقة.
واعتبر الكاتب الصحفي، أن حالة السيولة التي تشهدها مصر إعلاميًا لها انعكاسات سياسية خطيرة، مؤكدًا أن العلاقة بين مصر والسعودية أصبح من الصعب أن تعود لمجاريها بعد أن تعكرت المياه، على حد وصفه.
حسين: الإعلاميين «مش فاهمين حاجة».. ولا بد من منع الانفلات الإعلامي
من جانبه، قال رامي حسين، مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية، إن الإعلاميين في مصر «مش فاهمين حاجة وأشعلوا الأجواء»، لافتًا إلى أن موقفهم غريب، فبعد أن كانوا يمدحون في السعودية تحولوا فجأة إلى انتقادها بشكلٍ حاد.
وأكد حسين في تصريح لـ «اليوم الجديد»، أن قوانين الصحافة والإعلام لابد من إصدارها، مضيفًا: «يجب أن يكون هناك تنسيق بين الجهات الإعلامية والصحفية لمنع الانفلات الإعلامي من جانب الإعلاميين»، متوقعًا أن تنقلب الطاولة على الإعلاميين بعد زوال السحابة بين القاهرة والرياض.
وعول مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية على رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، السفير محمد العرابي، على احتواء الأزمة بين البلدين، قائلاً: «لديه القدرة على حل الأزمة لتواصله الدائم مع المسؤولين السعوديين».