كتب: محمد الشماع
- الرئيس التركى هاجم نظيره المصرى فى تليفزيون سعودى ومع كاتب دائم التطاول على السلطة الحالية
- لماذا لم تغضب القاهرة على غرار غضب الرباط أيام أزمة تصريحات أمانى الخياط؟
المعلوم فى دوائر السياسة المصرية أن العلاقات المصرية السعودية أيام الملك عبدالله ليست كمثلها هذه الأيام، أو بالأحرى فى عهد الملك سلمان، وذلك بغض النظر عما يحاول أهل السلطة أو إعلاميوهم تصويره.
المعلوم أيضا أن الإعلام السعودى الرسمى مثل نظيره المصرى يحافظ على شكل العلاقات الرسمية مع الدول الصديقة، غير أن عددا من القنوات الأخرى قد يكون لها شطحات، قد تؤدى فى النهاية إلى أزمات دبلوماسية، مثل التى حدثت بين القاهرة والرباط فى أعقاب هجوم الإعلامية أمانى الخياط على المغرب، أو حتى التوترات المكتومة بين النظامين المصرى والسعودى بعد هجوم مستمر شنه الإعلاميون المصريون على المملكة.
اللقاء الذى أجراه أردوغان مع الكاتب جمال خاشقجى، أتى بعد يوم واحد فقط من زيارة ولى العهد السعودى محمد بن نايف للعاصمة التركية، أنقرة، وعقده لقاءات مكثفة مع أعضاء بالحكومة والرئاسة التركية.
وخلال لقاء روتانا تناول أردوغان عددًا كبيرًا من الآراء السياسية الخاصة بمصر، وأولها تأكيده أن الحكم الحالى فى مصر هو حكم «انقلاب على الشرعية»، على حد زعمه، وأن السلطة الحالية لم تأتِ بطريق ديمقراطى، وأنه لا بد من تصحيح هذا الخطأ، ولا بد من فتح المجال أمام الديمقراطية، ولم يتطرق أردوغان لرأيه حول كيفية تصحيح الخطأ أو فتح المجال أمام الديمقراطية.
قال أردوغان أيضا إن الرئيس الإخوانى محمد مرسى الذى انتخب بأغلبية 52% يقبع فى السجن، وإن كثيرًا من أصدقائه فى المعتقلات أيضا، بل حُكم على بعض منهم بالإعدام، فلا بد من حل هذه المشكلة، وإذا تم إطلاق سراح هؤلاء يمكن البدء فى تطبيع العلاقات، فلا يوجد مشكلة بين الشعبين التركى والمصرى، وأكد أن هناك روابط تاريخية بينهما.
أما عن رأى أردوغان فى الرئيس السيسى فقال وفقا لنص كلامه «هذا الشخص كان وزيرا للدفاع فى عهد الرئيس مرسى، تصور أن وزير الدفاع فى بلد يأتى وينقلب على رئيس الدولة هذا الأمر لا يمكن القبول به».
وردا على اتهام البعض تركيا بمعاملة جماعة حركة الخدمة التى يتزعمها رجل الدين فتح الله كولن، مثلما فعلت مصر مع الإخوان، قال إن «التطورات فى مصر مختلفة تماما عن تركيا، وزير الدفاع فى مصر انقلب على رئيس الدولة، بعد ذلك قاموا بإجراء انتخابات صورية وليست واقعية، ومن ثم تبوأ (السيسى) هذا المنصب، ولكن تركيا ليست كذلك، فعندما وجهت نداءً للمواطنين بالتوجه إلى الميادين خرج مئات الآلاف إلى الميادين وتحدوا طائرات الـ (إف 16) التى كانت تحاول إخافتهم. أنا أفتخر بشعبى، وقد ألهم الله الشعب النصر».
وأوضح أردوغان فى اللقاء أنه «من المفيد جدا أن تكون هناك علاقات تجارية مع مصر لكن فى رأيى لا أقبل أن يكون هناك اتصال وأعتبره أمرا غير أخلاقى»، هذا على الرغم من أن العلاقات التجارية بين القاهرة وأنقرة ما زالت مستمرة، وفقا لما أعلنه المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة المصرى عن ارتفاع الصادرات المصرية إلى تركيا خلال النصف الأول من عام 2016 بنسبة 7.6%؛ حيث سجلت 681.5 مليون دولار مقارنة بنفس الفترة من عام 2015 التى بلغت 633.1 مليون دولار.
كل هذه الآراء التى لم يغيرها أردوغان منذ فترة سمح تليفزيون ينتمى لرجل أعمال سعودى بارز أن تظهر لعدد كبير من المشاهدين العرب، ومع كاتب صحفى معروف عنه هجومه المستمر على مصر وعلى السلطة فى مصر.
فهل كانت السعودية على علم بهذا؟ ولماذا لم ترد مصر ردا مناسبًا على تصريحات أردوغان واكتفت برد معتاد من الخارجية، نال انتقادات حادة نتيجة ضعفه ووهنه؟!