بعد مرور 20 عامًا على منعه من العرض، أفرج عن فيلم «حائط البطولات» بمناسبة الاحتفال بانتصار حرب أكتوبر 1973، بعد محاولات اتحاد الإذاعة والتليفزيون لإذاعته منذ ثورة يناير 2011، وتم عرضه على شاشة «الأولى المصرية، والنايل سينما».
أنتجت الإذاعة والتليفزيون الفيلم، ونفذته «سفنكس فيلم» وبدأ العمل فيه عام 1997، وهو من تأليف إبراهيم رشاد وإخراج محمد راضي، وبطولة محمود ياسين، وفاروق الفيشاوى، وأحمد بدير، وخالد النبوى، وحنان ترك، ومصطفى شعبان، وندى بسيونى، وسميرة محسن، وثريا إبراهيم، وغسان مطر، ومحمد خيرى، وطارق النهرى، وغادة رجب، وأحمد دياب.
تناولت أحداث فيلم «حائط البطولات» دور قوات الدفاع الجوي في صد الهجمات الجوية لطيران العدو، بعد نكسة 1967 وحرب الاستنزاف والاستعداد لحرب أكتوبر 1973، ولم يظهر دور الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك فيها، كما جسد بعض الجوانب الاجتماعية للقوات المسلحة.
الحقيقة أن الفيلم أفرج عنه من قبل القوات المسلحة في نوفمبر 2014، بعد مشاهدته والتأكيد على بعض الملاحظات، التي تم تنفيذها، بعمل بعض إصلاحات طفيفة بتصوير بعض لقطات مشاهد حرب أكتوبر طبقاً للأسلحة التي كانت تستخدم فيها لتكون مطابقة للواقع.
منع الفيلم من العرض كان لأسباب أخرى غير الإصلاحات، وهي أن «حائط البطولات» تناول شخصية المشير محمد علي فهمي، قائد قوات الدفاع الجوي في ذلك الوقت، ودائماً ما كان يحرص الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك على تلميع اسمه فقط، وإقصاء الأسماء الأخرى، خاصة في حرب أكتوبر والذي عرف عنه أنه كان صاحب الضربة الجوية الأولى خلالها، فاتخذ قراراً بمنع الفيلم، لأنه كان يظهر إسهام «فهمي» في نجاح المعركة، بداية من قراراته المهمة الخاصة ببناء حائط الصواريخ لمنع الطائرات العسكرية الاسرائيلية من التوغل في المجال الجوي المصري، واختياره فيما بعد مستشاراًعسكرياً للرئيس الراحل أنور السادات.
من جانبه، قال مخرج الفيلم محمد راضي إن سبب المنع هو عدم ظهور الرئيس الأسبق حسني مبارك في الفيلم بدور «البطل الأوحد» في حرب أكتوبر، مشيراً في تصريحات صحفية، إلى أن تهميش «حائط البطولات» تم بشكل «غير معلن»، ولم يصدر قرار رسمي بذلك.
منتج الفيلم عادل حسني، في حوار مع قناة «نايل سينما» عام 2014، أكد أنه خلال العرض الخاص للفيلم الذي أقيم على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الـ36 بدار الأوبرا «مبارك ربط على كتفي وقال لي: بطولات إيه.. هو في غير الضربة الجوية؟».
قرار المنع أغضب أبطال الفيلم، وقال الفنان محمود ياسين في تصريحات صحفية سابقة، إنه لم يسئ إلى أحد، وإنه قدم الأحداث الحقيقية بكل إخلاص واجتهاد، وأعرب عن أسفه الشديد لعدم عرض الفيلم لما له من أهمية تاريخية، على حد تقديره.