في ردود فعل قوية ومواجهة حاسمة لمحاولات الوقيعة وإحداث الفتنة بين الشعب والجيش, حذرت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة من استمرار محاولات فلول الحزب الوطني والنظام البائد لإجهاض الثورة.
وشددت اللجنة ـ التي تضم ثماني قوي وتحالفات ثورية ـ علي أن الثورة تعرضت في جمعة المحاكمة والتطهير أمس الأول لمؤامرة ومحاولة إجهاض وتشويه من قبل عناصر الثورة المضادة التابعين لبعض رموز الحزب الوطني, وقياداته الفاسدة التي لاتزال تعبث بمصر وشعبها.
وأوضحت اللجنة أن بعض تلك العناصر افتعل الشجار والصدام بميدان التحرير, وحاول منع ترديد هتاف الجيش والشعب إيد واحدة, كما أخذت تلك العناصر في ترديد هتافات ضد الجيش لإثارة الفتنة والشقاق, بعد أن انضم إليهم بعض الأشخاص الذين ارتدوا ملابس عسكرية. ووصفت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة العلاقة بين الجيش والشعب بأنها خط أحمر, ولن يسمح لأحد بإفسادها. وأعلنت أن جميع القوي السياسية التي تنضوي تحت لوائها لم تطلب من أنصارها الاعتصام في ميدان التحرير عقب انتهاء فاعليات جمعة التطهير والمحاكمة.
وقد نفي اللواء أركان حرب إسماعيل عتمان عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة إطلاق أفراد من القوات المسلحة النار علي المعتصمين بميدان التحرير, وشدد علي عدم صحة ما تردد عن أن القوات المسلحة استخدمت الذخيرة الحية, وأضاف أن عناصر القوات المسلحة داخل الميدان وقت وقوع الأحداث لم تكن مسلحة أصلا. وأوضح أنه قد تم إلقاء القبض علي42 من المتظاهرين, الذين وجدوا خلال ساعات حظر التجوال, واتضح أنهم تابعون لإحدي الشخصيات المعروفة, وسيتم الإعلان عن ذلك في الوقت المناسب.
وأضاف أن بعض التقديرات أشارت إلي محاولة الوقيعة بين القوات المسلحة والشعب, وتشتيت جهود القوات المسلحة لإبعادها عن أهدافها الرئيسية.
ومن جانبه أكد اللواء عادل عمارة عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة مساعد وزير الدفاع أن أمن وسلامة القوات المسلحة خط يجب عدم تجاوزه أو المساس به. وقال: إن مصادرنا أكدت أن هؤلاء المتظاهرين لا يمكن أن يكونوا من شباب ثورة25 يناير الشرفاء.
وكانت بوادر الأزمة في الميدان قد اندلعت عندما طلب بعض الذين يرتدون الملابس العسكرية من شباب الثورة الاعتصام معهم في الميدان حتي الصباح.
وقد رصد مندوب الأهرام فصول الأزمة لحظة بلحظة, ففي الحادية عشرة مساء الجمعة جاء أحد ضباط الجيش الكبار, وحاول أخذ الأفراد الذين يدعون أنهم ضباط في الجيش, فإعترض بعض المعتصمين, وقالوا إنهم في حمايتهم, ولاينبغي أخذهم.
وفي الساعة الثانية والنصف صباحا, بعد سريان قرار حظر التجوال بنصف ساعة, بدأت قوات من الشرطة العسكرية الدخول إلي ميدان التحرير, والتفت حول المعتصمين والأفراد الذين كانوا يدعون أنهم من ضباط الجيش, فشكل المعتصمون دائرة ثانية, لمنع الجيش من القبض علي لابسي الزي العسكري, وفي الساعة الثانية و05 دقيقة, بدأت قوات الشرطة العسكرية في إطلاق طلقات صوتية في الهواء لمدة04 دقيقة.
وذكر تقرير لوزارة الصحة أن محاولات تفريق المتظاهرين ـ التي استمرت حتي فجر أمس ـ أسفرت عن وفاة مواطن وإصابة17, تم علاج14 منهم بموقع الأحداث بميدان التحرير, بينما نقل الباقون إلي عدة مستشفيات, حيث تم إسعافهم, وغادرت أغلبيتهم المستشفي. ومن ناحيتها, أكدت القوات المسلحة أنها لم ولن تسمح بأي عمل أو إجراء قد يضر بأمن وسلامة الوطن والمواطنين. وشددت علي أنها ستفرض القانون وتطبقه بكل قوة وحزم إذا اقتضي أمن الوطن وسلامة المواطنين ذلك.
وعلي صعيد آخر, أكد المجلس الأعلي للقوات المسلحة عدم صحة تقديم الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء استقالته, وأوضح المجلس أنه قد تم في وقت سابق أمس عقد أول اجتماع بين المجلس الأعلي ومجلس الوزراء تم خلاله استعراض جميع الأمور في الوقت الراهن.
وعلي جانب آخر, أمر المجلس الأعلي للقوات المسلحة بضبط وإحضار رجل الأعمال إبراهيم كامل أحد فلول الحزب الوطني, الذي وردت معلومات بتورطه في القيام بأعمال تحريض وبلطجة لبعض أتباعه, وإثارة الجماهير في ميدان التحرير أمس الأول. وأمر المجلس العسكري بضبط وائل أبو الليل, مدير مكتب إبراهيم كامل, وكل من خالد محمد إسماعيل وطارق سليمان من أتباع كامل بعدما وردت معلومات للجيش تؤكد وجودهما بميدان التحرير أمس الأول وقت حظر التجوال وقيامهم بأعمال ترويع للمواطنين.