قررت محكمة الشعب التي عقدت أولي جلساتها عصر أمس بميدان التحرير تأجيل الحكم علي الرئيس مبارك للأسبوع المقبل بسبب غياب الدفاع. وللإطلاع علي المستندات الخاصة بحسابات مبارك.
وتصدير الغاز لإسرائيل وإهدار عائدات البترول التي تقدر بـ281 مليار دولار وهي المستندات التي تقدم بها بعض الثوار. وكان الادعاء الشعبي قد طالب في وقت سابق بإعدام الرئيس السابق وصفوت الشريف وزكريا عزمي وجمال مبارك.
تشكلت هيئة المحكمة من المستشار محمود الخضيري رئيسا وعضوية عبد العزيز الشرقاوي وعصام الإسلامبولي, بينما مثل الادعاء محمد الدماطي وإيهاب الخولي.
ومن جانبه أوضح هشام خضر المحامي والذي كان سيتولي الدفاع عن الرئيس أنه تراجع عن مهمته خوفا من غضب الجماهير وقال إن دفاعه كان سيركز علي أن الرئيس فاقد لقواه العقلية, وأن الشعب يتحمل جزءا من التهمة لأنه صبر علي حكمه أكثر من30 عاما.
وقد شهدت ساحة ميدان التحرير أمس ظهورا لعناصر ارتدت الزي العسكري, وأوضح مصدر مسئول إن تحقيقا سيتم في هذا الإطار لمعرفة ما إذا كان هؤلاء ينتمون للقوات المسلحة أم لا, مؤكدا أن عقوبة السجن المشدد الذي يتراوح بين3 و15 عاما ستكون هي العقوبة إذا ثبت أنهم من خارج القوات المسلحة.
وكانت جمعة المحاكمة والتطهير أمس قد تميزت بأجواء أعادت إلي الأذهان ذكريات الأيام الأولي لثورة25 يناير, حيث احتشد الملايين في ميدان التحرير بالقاهرة وكذلك الميادين الرئيسية لعدد من المحافظات للمطالبة بمحاكمة عاجلة للرئيس السابق حسني مبارك وأسرته ورموز نظامه علي ما ارتكبوه من فساد مالي وسياسي خلال العقود الثلاثة الماضية.
وقد بدأت الفعاليات في الميدان صباحا بإذاعة الأغاني الوطنية تبعها ترانيم قبطية أداها شاب وفتاة لمدة10 دقائق ثم مشاركات من أقارب الشهداء قبل أن تبدأ شعائر صلاة الجمعة.
وحذر الدكتور صفوت حجازي الداعية الاسلامي في خطبة الجمعة قائلا: سنذهب بالملايين الي شرم الشيخ وطالب بضرورة إقالة النائب العام الذي وصفه بصديق وحبيب مبارك وانه يتقاعس عن محاكمته.
وقد شهد الميدان مشادات قبل صلاة الجمعة بين شباب ينتمي لجماعات سياسية مختلفة وعناصر من الإخوان بسبب محاولة الإخوان فرض سيطرتهم علي المنصة الرئيسية بالميدان بدأ بعدها بعض الناشطين توزيع منشور تحت عنوان منصة واحدة كلمة واحدة يد واحدة في محاولة لتوحيد الصفوف ونبذ الفرقة.وأشاد المتظاهرون بالقوات المسلحة التي قامت بدور كبير في حماية الوطن, الا انهم طالبوا المجلس العسكري بإجراءات أكثر سرعة وحزم للحفاظ علي الثورة مؤكدين أنهم علي استعداد للذهاب الي شرم الشيخ ومحاصرة مبارك واحضاره للمحاكمة.
ومع بداية افتتاح المنصة الرئيسية والدائمة للإذاعة داخل ميدان التحرير حدثت بعض المشادات بين شباب القوي السياسية المختلفة بسبب سيطرة بعض من الإخوان المسلمين علي المنصة وذلك بخلاف المتفق عليه من كل القوي السياسية سواء مستقلين أو احزاب.
وعن هذا الخلاف قال عبدالعزيز أبوسليمان وكيل ائتلاف شباب الثورة بمحافظة الغربية أن الاتفاق مع كل القوي السياسية ان تكون ممثلة في جميع القوي والتيارات السياسية المختلفة لأن ثورة25 يناير هي ملك للشعب المصري بأكمله وليس حكرا علي تيار بعينه.
واشار طارق زيدان مؤسس ائتلاف مصر الحرة أن السبب الرئيسي للأختلاف كان اصرار مجموعة من الشباب المستقلين الذين لاينتمون لأي حزب باسم مجموعة( فداكي بمصر) في الصعود إلي المنصة والهتاف ضد المجلس العسكري, وهو ما رفضناه فنحن شعارنا الجيش والشعب يد واحدة والشعب المصري الواعي ضد أي هتاف يمس العلاقة الحميمة بين الشعب المصري وجيشه العظيم.
وفي مشهد آخر من الميدان صعدت للمنصة بعض من أمهات وأهالي الشهداء مطلبهم الأساسي هو القصاص العادل لدم اولادهم الذين سقطوا فداء للثورة وفي مفاجأة غير متوقعة كشفت أمهات الشهداء انه إلي الآن لم يتم صرف أي تعويضات لهم وأن الإعلام المصري يستخف بهم مؤكدات أنهن لسن بحاجة إلي تعويضات أكثر من القصاص من قتلة شهدائهم.
ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها أرواح الشهداء تطالب بإعدام الفاسدين ومصابو الثورة يسألون النائب العام.. كيف ينام ضميرك؟, وعلي شرم الشيخ رايحين.. شهداء بالملايين ولافتات أخري كبيرة مكتوب عليها: أين النائب العام من هؤلاء وذلك فوق صور تضم كل من حسني مبارك وصفوت الشريف وأحمد فاضل وفتحي سرور وزكريا عزمي, ولا لقانون منع الاعتصام, وبالروح بالدم نفديك ياشهيد
كما ردد المتظاهرون شعارات تطالب المجلس الأعلي بالتعبير عن الثورة مكتوب عليها: يامشير يا مشير الشرعية من التحرير, ويا مشير ساكت ليه انت معاهم ولا ايه؟.
وقبيل صلاة الجمعة تحدث عدد من أهالي الشهداء من فوق المنصة المشيدة بالميدان والتي تعتبر إذاعة الثورة, حيث اكد محمد مصطفي العقاد إن عدد الشهداء في المطرية وحدها قد وصل إلي40شهيدا, وأن عدد شهداء الثورة أكثر بكثير من الأرقام الرسمية المعلنة, وقالت والدة أحد الشهداء إن أهالي الشهداء لا يسعون إلي الحصول علي تعويضات مالية وانما يريدون محاكمة سريعة وقصاصا عادلا للسفاحين حتي يرتاح هؤلاء الشهداء في مراقدهم وحتي لا تضيع دماؤهم هباء كما رفع والد أحد الشهداء صورة ابنه الذي استشهد في احداث الثورة وظل يردد حسبي الله ونعم الوكيل وردد المتظاهرون وراءه.
وطالب المتظاهرون بالغاء حالة الطوارئ والمحاكمات العسكرية للمدنيين, وفي الوقت نفسه اكدوا أن محاكمة المفسدين يجب ان تكون عسكرية وسريعة وعاجلة دون تباطؤ, وطالبوا أيضا بحل المجالس الشعبية والمحلية ووضع حزمة من التشريعات التي تهدف إلي التصدي للفساد واطلاق الحريات وانهاء الاحتكار الحكومي لأجهزة الإعلام.
وقال المتظاهرون إنهم سوف يتوجهون إلي ميدان التحرير يوم الجمعة من كل أسبوع بهدف الابقاء علي الحالة الثورية والضغط علي المجلس العسكري بأن تكون خطواته متسارعة وحاسمة وحتي تتحقق جميع المطالب, ومن جانبه استنكر الدكتور صفوت حجازي في خطبة الجمعة التي القاها وسط الملايين تأخر محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته ورموز نظامه الفاسد, مؤكدا أن نظام مبارك مسئول مسئولية كاملة عن إراقة دماء مئات الشهداءوإصابة الالاف من الجرحي خلال ثورة25يناير البيضاء التي شهدتها البلاد.
وهدد الدكتور حجازي خلال خطبة الجمعة أمس والتي حضرها أكثر من100الف مواطن بميدان التحرير- بالتوجه الي مقر إقامة الرئيس المخلوع بمدينة شرم الشيخ للثأر منه والقصاص لدماء الشهداء في حالة تباطؤ المجلس العسكري والنائب العام في محاكمته ونظامه الفاسد.. مؤكدا أن ثورة25 يناير مازالت مستمرة ولن تنتهي الا عقب تحقيق مطالبها.
وطالب الدكتور حجازي الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بإقالة جميع رؤساء الجامعات الذين تدخل جهاز أمن الدولة السابق في تعيينهم, لافتا الي أن الجهاز مازال يعبث بالأمن الداخلي لمصر ويحاول شن ما يسمي بالثورة المضادة لإجهاض ثورة25يناير.
كما طالبه بإقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود, وكذلك إقالة جميع رؤساء البنوك الذين أهدوا أموال الشعب المصري علي طبق من ذهب الي رجال الأعمال الفاسدين في صورة قروض نهبوها وهربوا بها الي خارج البلاد.
وهاجم الدكتور صفوت حجازي آداء الاعلام بشكله الحالي والمتمثل في التليفزيون المصري والصحف القومية التي قال إنها تقدم نفس أجندة النظام السابق, وصعد نبرته قائلا عندنا استعداد لاحتلال ماسبيرو وادارته من الثوار معتبرا انه يبث الفتنة الطائفية.
ومن جهته, قام الشيخ محمد جبريل عقب انتهاء الخطبة بالدعاء بنصرة ثورة مصر التي دفع شبابها ثمن الحرية, وكذلك الدعاء لنصرة الاخوة في ليبيا وسوريا واليمن.
واذا كان الحال هكذا في القاهرة فقد خرج المئات يحملون علم مصر عقب صلاة الجمعة بالمساجد في مسيرة بشوارع مدينة سوهاج تضامنا مع مليونية المحاكمة والتطهير بميدان التحرير للمطالبة بمحاسبة رموز الفساد في النظام السابق وتقديمهم للمحاكمة العاجلة وحل المجالس الشعبية المحلية والحزب الوطني واسترداد مقاره وتطهير البلاد من الفاسدين وإقالة المحافظين واستعادة أراضي وأموال الشعب المنهوبة.
أما في السويس فقد خرجت كل التيارات السياسية المشاركة في الثورة وطالبت بسرعة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته وحل الحزب الوطني وعودة مقاره للدولة مطالبين المجلس الاعلي للقوات المسلحة بأسراع الاجراءات لمواجهة عصر الفساد والتوريث والقمع والطوارئ.