باتت إسرائيل على موعد مع حرب إلكترونية مدمرة يمكن أن تلحق بها ضررًا لا تتوقعه، وهو ما دفعها لأخذ الحيطة والحذر حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، وكان آخر الاستعدادات إطلاق إسرائيل برنامجًا دفاعيًا لحمايتها من أي "هجوم إلكتروني" يمكنه أن يشل عمليات الإنتاج وبالتالي زعزعة الاقتصاد الإسرائيلي.
وشكلت دولة الاحتلال درعًا دفاعيًا جديدًا للحفاظ على أمن حقول الغاز الإستراتيجية الخاصة بها، يتعلق الأمر بتوظيف الفضاء الإلكتروني لحمايتها وتقليص فرص استهدافها بهجمات إلكترونية، يمكن أن تفضي إلى شل عملية الإنتاج.
حماية إلكترونية
وحسب مجلة "يسرائيل ديفينس" الإسرائيلية فإنها خلال مباحثات سرية في مطلع شهر أغسطس الجاري، طلب وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، من لجنة الداخلية التابعة للكنيست أن تضم الشركات التي حصلت على امتياز استخراج الغاز من حقلي "ليفيتان الشمال" و"ليفيتان الجنوب" إلى قائمة الشركات التي تحظى بحماية إلكترونية من "شعبة تأمين المنظومات المعلوماتية الحيوية"، التابعة لجهاز الاستخبارات الداخلية، الشاباك.
وتحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مؤخرًا أن الحرب الإلكترونية باتت اليوم حربًا تستعد لها تل أبيب جيدًا، خوفًا من أن تدخل في أنظمتها الحساسة فيروسات تشل نشاطها في أوقات عصيبة، خاصة أن أعداءها نجحوا في السيطرة على عدة أنظمة في السنوات الأخيرة، مشبهة ما يجري من صراع إلكتروني حول العالم بـ "رقعة شطرنج" ضخمة عالمية تتحارب فيها أذكي العقول.
رعب إسرائيلي
الرعب الإسرائيلي من عمليات الفضاء الإلكتروني دفع حكومة الاحتلال في الآونة الأخيرة من حرمان أهالي منطقة الخليل من خدمات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، بدعوى أنها مصدر للتحريض على قتل الإسرائيليين، عقب تنفيذ إحدى العمليات الفردية.
وتتعرض المواقع الإسرائيلية يوميا لمئات وربما آلاف الهجمات الإلكترونية، وقد شكلت إسرائيل في الآونة الأخيرة وحدة جديدة في الجيش الإسرائيلي تدعى وحدة "الدفاع الإلكتروني" مهمتها صد الهجمات الإلكترونية التي تقول إسرائيل إن مواقعها تتعرض لها بشكل يومي.
تعاون مع الكونجرس
ومن جهة أخرى تم الكشف عن اتفاق مبدئي بين الحكومة الإسرائيلية والكونجرس الأمريكى، يقضي بأن يصدر الأخير تشريعًا لتنظيم التعاون في مجال تطوير الأبحاث بشأن تأمين الفضاء الإلكتروني في كل من إسرائيل والولايات المتحدة.
ووفقًا لـ صحيفة "ميكور ريشون" فإن مشروع قرار قدم بالفعل إلى الكونجرس لإلزام الإدارة الأمريكية بالتعاون مع إسرائيل في مجال تأمين الفضاء الإلكتروني من خلال أبحاث مشتركة.
وحدة 8200
المخاوف الإسرائيلية والترقب من حرب إلكترونية مدمرة تعجز دولة الاحتلال عن مواجهتها دفع "تل أبيب" لرصد ملايين الشواكل لمكافحة القرصنة الإلكترونية، ومن أبرز الوحدات المسئولة عن التجسس الإلكتروني لشن ضربات استباقية ضد من يريد أن يستهدف إسرائيل، هي الوحدة الاستخباراتية 8200.
وتعتبر أكبر قاعدة تجسس صهيونية مقامة في منطقة غرب النقب جنوب الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة، ووصفت بأنها إحدى أكبر قواعد التنصت الإلكتروني في العالم.
وتشمل القاعدة 30 برجا هوائيا وصحونا لاقطة من أنواع وأحجام مختلفة مهمتها التنصت على المكالمات الهاتفية واختراق العناوين الإلكترونية التابعة لحكومات أجنبية ومنظمات دولية وشركات أجنبية ومنظمات سياسية إضافة إلى الأشخاص والأفراد.
وأبرز أهداف القاعدة التجسسية التنصت على الاتصالات اللاسلكية ومراقبة حركة السفن في البحر المتوسط إضافة إلى اعتبارها مركزا هاما لشبكات التجسس عبر الكوابل البحرية التي تربط الكيان الصهيوني بدول أوروبا.