يبدو أن مسلسل احتجاز المواطنين المصريين بسوريا عرض مستمر، حيث تظهر حالات الاحتجاز الواحدة تلو الأخرى، خاصة بعد إلقاء السلطات السورية القبض على المواطن المصرى محمد أبو بكر رضوان، والذى يحمل الجنسية الأمريكية، والذى كان متهما بأعمال تخريب فى أحداث المظاهرات التى وقعت يوم الجمعة قبل الماضى، بالجامع الأموى الكبير بسوق الحميدية بوسط العاصمة دمشق، وكان التليفزيون السورى الرسمى قد بث اعترافات، قال فيها إنه كان يصور عبر محموله الخاص ويرسل الصور إلى الخارج.
وبعدها ظهرت قصة اختفاء المهندس المصرى خالد ماجد عبد الفتاح الغايش، الذى تم أيضا الإفراج عنه مؤخراً، لتبدأ حلقة اختفاءات جديدة فى سوريا، وهنا ضحيتها محمود إبراهيم الصفتى، (54 سنة_ مهندس ديكور) منذ أكثر من 10 ايام، كما قال ابنه عبد الله لـ"اليوم السابع"، فى مشهد مأسوى، والدى اختفى منذ 10 أيام أو أكثر، ولم نعلم باختفائه سوى من أحد البرامج الذى أجرى اتصالاً هاتفياً بالغايش، قال خلاله: إن هناك مهندس مصرى آخر محتجز على خلفية الأحداث الحالية بسوريا، ويدعى محمود الصفتى يعمل مهندس ديكور بالكويت، ومن هنا علم ذووه أنه محتجزاً من قبل السلطات السورية.
اليوم السابع التقى أسرة المهندس المحتجز بسوريا، حيث يقول عبد الله محمود إبراهيم الصفتى بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة جامعة 6 أكتوبر، إنهم علموا باحتجاز والده محمود إبراهيم الصفتى، (54 سنة_ مهندس ديكور) يعمل بدولة الكويت، باحتجازه داخل الأراضى السورية، من خلال اتصال برنامج "بلدنا بالمصرى" بالمهندس المصرى خالد الغايش، الذى تم احتجازه أيضاً فى سوريا، وتم الإفراج عنه، فى حلقة الاثنين الماضى.
وأضاف عبد الله، أن والده تزوج منذ أربع سنوات من امرأة سورية تدعى دينا عبد القادر شريف، ولديه ابنة منها تدعى بشرى عمرها عامان، ومن أجل ذلك يزور سوريا مرة أو مرتين سنوياً، وأنه ذهب لسوريا الخميس الموافق 24/3/2011م، للاطمئنان على زوجته وابنته.
وعندما وصل إلى سوريا عبر مطار دمشق ونزل بأحد الفنادق، وأثناء تصويره لبعض المشاهد بكاميرته الخاصة فوجئ بأحدى الجهات الأمنية تأخذ الكاميرا منه، وأخبروه أن يأتى لاستلامها فى اليوم التالى لحين التحقق من المشاهد التى كان يصورها، وأشار نجل المهندس المحتجز إلى عدم معرفته بطبيعة المشاهد التى كان والده يصورها، قائلاً: عادة كان والدى يحمل كاميرا معه لتصوير بعض اللقطات الخاصة به كذكرى له.
وأضاف عبد الله أن والده عندما ذهب فى اليوم التالى لاستلام الكاميرا، أخبروه بأن يأتى فى اليوم التالى، وعندما ذهب فى اليوم التالى فوجئ باعتقاله، ولم تعرف معلومات عنه بعدها، إلا من خلال مداخلة المهندس خالد الغايش مع بلدنا بالمصرى، الذى قال خلالها، إن هناك مهندساً مصرياً ومجموعة آخرين محتجزون معه، حسب ما روى نجله عبد الله.
وعن ظروف والده الصحية، قال عبد الله، إن والده مصاب بالسكر والضغط وعدم انتظام ضربات القلب، وله علاج يجب أن يتناوله بصورة منتظمة، مشيراً إلى أن والده ليست له أى انتماءات سياسية، وأنه محتجز بمدينة حمص السورية بأحد المعتقلات العسكرية.
وأشار عبد الله إلى أنهم عندما اتصلوا بزوجة أبيه السورية، قالت إنه عندما تأخر زوجها عن ميعاد وصوله ذهبت وسألت عنه فى مطار حلب، الذى عادة ما يصل من خلال، ولم تجد أى معلومات عنه، مشيراً "أى عبد الله" إلى أن والده دخل الأراضى السورية عن طريق مطار دمشق، وذلك ما عرفه من أصدقاء أبيه فى الكويت، مضيفاً أن هواتف والده بالكويت كلها مغلقة، ولا نعلم أى رقم هاتف سورى له.
وناشد عبد الله السلطات المصرية والجيش المصرى باتخاذ الإجراءات اللازمة للإفراج عنه والده فى أسرع وقت ممكن، والاطمئنان عليه، محملاً السلطات السورية مسئولية تدهور صحة والده، خاصة أنه لا توجد أى عناية صحية تقدم لهم، وكل ما يقدم له هو "الطعام والشراب".
ومن ناحيتها، قالت الزوجة "المصرية" للمهندس المصرى المحتجز بسوريا لـ"اليوم السابع"، إنها توجهت إلى السفارة السورية فى مصر، وقامت بمخاطبة القنصل المصرى فى سوريا محمد الفيومى، الذى أخذ بيانات زوجها منها وقام بطمأنتها، وأنه سيقوم بعمل اللازم، مشيرة إلى أنها علمت من صديق لزوجها ويدعى د.مصطفى أنه سيتم الإفراج عن زوجها خلال وقت قريب، دون أن تعرف ميعاد خروجه الذى من الممكن أن يطول.