قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاحه أكبر مجمع بتروكيماويات في الإسكندرية، اليوم السبت، إن "أول محاولة للإصلاح الحقيقي كانت عام 1977، وحدث تراجع من الخطوات الإصلاحية، خوفا من رد فعل المصريين، وفي تقديري أننا تعاملنا مع المصريين بكل دقة".
الرئيس لمح لعام 1977، وهو الذي شهد انتفاضة ضد قرار الحكومة بإجراءات تقشفية لتخفيض العجز، وصفت وقتها بـ"انتفاضة الخبز"، وأسماها الرئيس السادات بـ"انتفاضة الحرامية".
وأكد السيسي أن هذه القرارات سيحاسبه عليها الله والتاريخ، وأن هذه القرارات الصعبة لم يقم بها من قبله، لكنه لن يتراجع عنها ثانية واحدة لمصلحة الوطن مثل أسلافه.
إلا أنه ومع اتخاذ الحكومة لإجراءات صعبة، تلقاها الشعب بالقبول، فيبقى السؤال رغم القرارات الصعبة.. لماذا يقف المصريون بجوار السيسي؟
1- المشاركة
أحد أهم هذه الأسباب هي أن الشعب المصري مشارك بأكثر من 64 مليار جنيه في مشروعات الدولة التنموية، والتى جمعتها البنوك في 8 أيام فقط، لتعكس الثقة الكبيرة بين الشعب وحكومته.
وأكد الفريق إيهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، أن فكرة جمع 64 مليار جنيه من المصريين فى شكل شهادات استثمار ووضعها فى قناة السويس الجديدة جاءت من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأشار إلى أن قرار تحديد فوائد للمصريين اتُّخذ من قبل كلٍّ من وزيرى المالية والاستثمار ومحافظ البنك المركزى ولم يشترك في هذا القرار، لكنه لم يعترض على قيمة الفائدة لأن الغرض كان ربط مصلحة المصريين بالمشروع .
وأضاف مميش، بعد أن جمع المصريون هذه المبالغ، أن قيمة الفوائد التي ستُدفع سنوياً على شهادات الاستثمار تقدر ب 7.2 مليار جنيه، وعلى مدار خمس سنوات تصل إلى 36 مليار جنيه، ما يقارب دخل عام واحد للقناة، التي حققت العام الماضى إيرادات تبلغ نحو 37 مليار جنيه، وهو أعلى معدل دخل في تاريخها، وسنحقق هذا العام زيادة تبلغ ملياراً ونصف المليار جنيه، ليبلغ العائد 38 ملياراً ونصف.
ومن جانبه اعتبر الرئيس أن المشروع رفع الروح المعنوية للمصريين.
2- رؤية الإنجاز
مع كل أسبوع تقريبا يفتتح الرئيس أو حد وزراء الحكومة إنجازات جديدا، وأحيانا يتم افتتاح أكثر من 30 أو 40 مشروعات في احتفالية واحدة، ويعرض ذلك في وسائل الإعلام.
ومن هذه المشاريع مشروع قناة السويس الجديدة، ومشروعات شرق بورسعيد، ومدينة الإسماعيلية الجديدة، ومدينة الأسمرات لسكان العشوائيات، وبناء محطات كهرباء جديدة، ومشاريع الطرق، واستصلاح الأراضي.. وغيرها.
3- لمس التحرك
يلمس المصريون الإنجازات والتحركات التى تقوم بها الدولة، وعلى سبيل المثال فقد شعر المصريون بما حدث في منظومة الخبز والتموين وتحسن قطاع الكهرباء، وكذلك رأوا مشاريع الإسكان وتملكها بعضهمم، وغيرها الكثير.
وكانت المشاركة المجتمعية حاضرة دائما في افتتاح كافة المشاريع، فيشارك النخب والطلاب، وحتى الأطفال في الاحتفاليات ويحرص الرئيس على ذلك.
4- المصارحة
الرئيس يخرج بنفسه في كل افتتاح مشروع ليعلن الأرقام صراحة أمام الشعب، ويطلب من المسؤولين أن يفعلوا مثله، حتى يطمئن الشعب.
ولا يجد الرئيس أي غضاضة في تعنيف أي مسؤول، ليعلن الأرقام الصحيحة أمام الشعب.
ويعلن الرئيس باستمرار تطورات محاربة الفساد في الدولة بالأرقام، وتقوم أجهزتها الرقابية بالقبض على الفاسدين.
5- التجربة
جرب الشعب المصري عدة أنظمة في آخر 5 سنوات، بدء من مبارك ونظامه الذي تميز بالاستبداد السياسي، وتفشي الفساد، ثم حكم المجلس العسكري وما اعتراه من أزمات وفوضى بعد ثورة 25 يناير، ثم حكم جماعة الإخوان، تلاه ثورة 30 يونيه، ثم حكم الرئيس المؤقت عدلي منصور، ورأى المصريون بأعينهم طبيعة عمل الأنظمة، وشاركوا في تغييرها، واختاروا النظام الحالي بعد عدة تجارب.
6- استهداف الدولة
يعتبر من أهم الأسباب تأكد المصريون من وجود مؤامرة لاستهداف وطنهم أمنيا واقتصاديا، وذلك يشاركون في دعم الاقتصاد واحتمال بعض القرارات الصعبة.
وأمنيا تجرى عدة محاولات لاستهداف أمن البلاد لضرب السياحة، وكذلك اغتيال الشخصيات العامة، والتي كان رأسها اغتيال النائب العام هشام بركات، وكان آخرها محاولة اغتيال مفتي الجمعورية السابق، الدكتور علي جمعة.