"الحبة القاتلة" .. هكذا لقبت حبة الغلة التي تستخدم لمواجهة تسوس القمح بعد أن أصبحت أحد عوامل الانتحار بالقري المصرية بالفترة الأخيرة فمنذ بضعة أيام شهدت إحدي القري التابعة لمركز بلقاس انتحار فتاة بعد تناولها حبة القمح لرفض أهلها الزواج من حبيبها.

لم تكن تلك الحالة الأولي بل سبقها حالات عدة متتالية ومتشابهة الأمر الذي دفع عدة نشطاء ومستقلين لتدوين حملة تحت عنوان "أرواحنا مش رخيصة" للمطالبة بمنع دخول الحبة لمصر حفاظا علي الأرواح.

محمد عبد الغني شادي منسق الحملة، قال إن العديد من الفلاحين والمزارعين بالقري يستخدمون الحبة لمكافحة تسوس القمح إلا أنها على الجانب الأخر تحصد أرواح أبنائهم.

وطالب شادي من مجلس النواب بإصدار قانون يقضي بإيقاف دخول حبة الغلة القاتلة لمصر وإدراجها تحت بند المواد السامة وإيجاد بدائل أخرى للفلاح تساعده علي مكافحة تسوس القح دون تعرض حياه المواطنون للخطر بحسب قوله.

محمد أمين مهندس زراعي بمدينة دكرنس، قال إن الإسم العلمي لتلك الحبة هو "الألومنيوم فوسفيد" مشيرا الي أنها تدخل مصر ضمن قائمة المبيدات الحشرية بالرغم من أن دول عربية عدة أوقفت دخولها لخطورتها الشديدة. 

وتابع أن هناك طرق عدة ممكن إستخدامها بدلا من الحبة لمكافحة تسوس القمح ومنها التبخير تحت خيم بلاستيكية  بواسطة غاز كمبيد حشري، وتمتاز هذه الطريقة بعدم التقيد بمكان معين لإجراء عملية التبخير فيه، ويجرى في المكان الموجودة فيه الحبوب حيث يمكن نقل الخيم بسهولة إلى أمكنة المستودعات وغيرها.

وأضاف أمين لـ"دوت مصر" أن للغاز قوة تخلل كبيرة داخل الحبوب الموجودة ضمن أكياس، وهو أشد الغازات سمية للحشرات وتميت جميع الأطوار ومنها البيض، ولايترك الغاز أثرًا سامًا أو رائحة غير مرغوب فيها وهو غير قابل للاشتعال.

الدكتور محمد جابر، أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة المنصورة قال إن حبة الغلة تخرج منها غازات ضارة تسبب الموت في الحال عندما يتناولها الإنسان كما أن التعرض الدائم للغاز الصادر من تلك الحبة يصيب الإنسان بأمراض صدرية عدة موضحا أن قطاع كبير من الفلاحين والمزارعين لايبالون بتلك الأخطار ويقدمون علي شراء الحبة لإنخفاض سعرها وتأثيرها السريع.