أنطلق السباق مبكرا صوب إقامة دولة دينية لا مدنية بالرغم من حرص التيارات الدينية وشباب الثورة في الأيام الأولي لها علي إسقاط النظام القديم وتحقيق مطالب الشعب‏,

إلا أن السبل تفرقت فيما يبدو الآن, فقد اكتشف شباب الثورة أن ثورتهم البيضاء يتم استغلالها من البعض خاصة التيارات الدينية للعب أدوار سياسية, وقد دفع ذلك مجموعات كبيرة من شباب ثورة52 يناير لتشكيل أئتلاف من شباب أحزاب الغد والجبهة الديمقراطية والكرامة و6 إبريل والحملة الشعبية لدعم البرادعي, والدعوة للتغيير ومجموعة الثورة والحرية لمواجهة الانقضاض عليها, واستغلالها لتحقيق أجندات خاصة تحت مسمي ديني, وذلك دون النظر إلي مطالب الثورة الحقيقية, وجاء ذلك التطور علي هامش احتجاجات شباب الثورة بالإسكندرية خلال جمعة الإنقاذ بمسجد القائد إبراهيم أمس الأول, والتي غاب عنها شباب الإخوان المسلمين والتيار السلفي وبعض التيارات والأحزاب السياسية الأخري.

ودعت مجموعة الائتلاف المدني لتوحيد قوي الشباب من أجل تحقيق مطالب الشعب, وضمان أن يأتي مجلس الشعب والشوري المقبلان ليعبرا عن مختلف قوي الشعب المصري دون سيطرة جماعة أو فئة علي الساحة السياسية.

وفي المقابل, قرر سلفيو الإسكندرية دعم المرشحين من الإخوان والجماعة الإسلامية والسلفيين الذين تتوافر فيهم ضوابط أبرزها: الصلاح الديني والاقتناع بالمرجعية العليا للشريعة الإسلامية مثلما يقول الشيخ ياسر برهامي أبرز قادة السلفيين, وتعد هذه الخطوة الأولي من نوعها الذي يحدث فيها مثل هذا التقارب, مما يعكس حالة اصطفاف من قبل التيارات الدينية جميعها في السباق نحو مشروع الدولة الدينية.

وقد نظم ما يقرب من0001 سلفي ورموز الدعوة السلفية مؤتمرا حاشدا بمسجد عمرو بن العاص, وسط لافتات أحاطت بالمسجد تعكس أبرز تصوراتهم لشكل الدولة الجديدة في مصر, واختصر شعار إسلامية.. إسلامية.. لا مدنية ولا علمانية أهم ملامح المشروع السلفي لمصر.

وقال الشيخ برهامي: إن السلفية لم تكن يوما بعيدة عن السياسة, ولكنها لم يكن مسموحا لها بالعمل في السياسة في ظل النظام السابق, وأوضح أن الدعوة السلفية سوف تساند أي حزب يخرج من بين أبنائها, أو حتي الإخوان.

وأكد أن الثوابت التي لايمكن التنازل عنها أو تغييرها في العمل السياسي هي: الحكم بالشريعة الإسلامية, ورئاسة الدولة للمسلم فقط, ولا ولاية للمرأة, وهوية الدولة إسلامية, لا علمانية ولا مدنية, وهاجم الليبرالية الغربية والعلمانية واتهمهما بأنهما وراء الهجمات الشرسة علي السلفية في الإعلام.

وحول إمكان حوار السلفيين مع الإخوان المسلمين أو الجماعة الإسلامية.. قال عبدالمنعم الشحات المتحدث الإعلامي باسم الدعوة السلفية: لا نحتاج للحوار مع الإخوان.. لأننا نتفق علي هوية الدولة الإسلامية, برغم وجود بعض النقاط الخلافية بيننا, وأشار إلي الأمر نفسه بالنسبة للجماعة الإسلامية, وقال كنا نختلف معهم, إلا أنهم صاروا سلفيين تقريبا!.