أكد الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية، أن مشعلى المظاهرات الفئوية يخالفون سنن الله فى كونه ويقلبون القواعد كلها، حيث إنهم يطالبون بتحقيق المطالب الآن بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى قال "إن الله مع الصابرين".

وأوضح، فى حواره لبرنامج الحياة والناس مع رولا خرسا مساء أمس الخميس، أن التظاهر هو حق أساسى، ولكن بأسلوب سلمى دون تعطيل الاقتصاد أو مصالح الناس، مضيفاً أن هذه المظاهرات الفئوية هى "من أعجب ما يكون لأنها قدمت الخاص قبل العام والعاجل قبل الآجل، بالرغم من أن العقل يقدم العام قبل الخاص والآجل قبل العاجل".

وأشار إلى أن ثورة 25 يناير هى ثورة قام بها الشعب كله وليست ثورة فئوية، مؤكداً أنها لو كانت ثورة فئة وحيدة فإن الشعب لن يريدها وبالتالى لما نجحت.

وأكد أن نجاح ثورة 25 يناير يقاس بما بعدها، مضيفاً أننا يجب علينا فى الوقت الحالى تجاوز الماضى وبناء المستقبل، حيث أننا إذا لم ننجح فى بناء المستقبل سوف تفشل الثورة فى تحقيق أهدافها.

وأوضح أن دار الإفتاء لم تقم بمصادرة أى كتاب خلال الفترة الماضية، مضيفاً أن الدار لا تصادر أى كتاب دون صدور حكم قضائى بعدم صلاحية هذا الكتاب للنشر.

وأشار إلى "أننا لا نريد الديكتاتورية، لكن القضاء هو الفيصل لمعرفة ما إذا كان الكتاب يصلح للنشر أم أنه يسئ للمقدسات، مضيفاً "أنا لا أستطيع أن أصادر وسأترك الأمر للناس ليحددوا ما يريدون وما لا يريدون".

ورفض جمعة الإجابة على تساؤل حول تصويته فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية ، حتى لا يختلط رأيه بفتواه أمام الناس، مضيفاً أن الدين ليس له علاقة بالتصويت بنعم أو لا.
وأوضح أن تشجيع رجال الدين للناس على التصويت بنعم أو لا هو "اختزال للتجربة الديمقراطية" وتوجيه لرأيهم لخدمة مصالح معينة.

وأكد أن كل ما يحدث بعد الثورة من فضح الناس وتشويه سمعتهم هى "آثام" وأنا أخشى أن الله يحاسبنا على هذه الآثام"، أقول لهم اتقوا الله ولا ترموا الناس بالباطل".

ودعا النائب العام ورجال القضاء والنيابة العامة للتحقق قبل اتهام أى شخص ، وقال له "هذه فرصة دينية لك فى العلاقة بينك وبين الله إذا اتقيت الله ، والمطلوب منك هو التأنى وعدم الإسراع فى اتهام الناس وألا يصدر قراراً يتهم شخص دون دليل".

وأضاف قائلاً: "أقول لمن تعرض لظلم بعد أحداث ثورة يناير "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون"، مضيفاً أن ما نعيش فيه منحة من الله يجب استغلالها بإحسان التعامل معه.