قال المهندس المصري، أبو بكر رضوان، وهو والد شاب اعتقلوه في دمشق يوم الجمعة الماضي بشبهة التجسس لإسرائيل بعد أن ضبطوه يلتقط صوراً للمتظاهرين في الجامع الأموي بالعاصمة السورية، إن ابنه محمد "وديع كالحمل، ومترفع عن الماديات، وبحياته لم يزر إسرائيل، وهوايته السفر بين الدول كالرحالة لالتقاط الصور" وفق تعبيره وهو يتحدث إلى "العربية.نت" من حيث هو الآن في دمشق.

وذكر المهندس رضوان عبر الهاتف ليل الأحد 27-3-2011 إنه غادر القاهرة، حيث يقيم مع زوجته في حي المهندسين، وتوجه على عجل إلى دمشق حين علم أن السلطات السورية اعتقلت ابنه الذي ظهر على التلفزيون السوري الرسمي "حيث أدلى باعترافاته" وقال فيها إنه التقط صورا بكاميرا هاتفه النقال، وأنه زار القدس عن طريق الأردن ليزور صديقا له في الضفة الغربية، إلا أنه لم يلتق بالصديق، فبقي في القدس الشرقية ثم دخل إلى الغربية وتجول فيها بعض الوقت، ثم عاد إلى الأردن".

وقال محمد، المولود منذ 32 سنة في الولايات المتحدة والمتخرج بهندسة النفط من جامعة تكساس، إنه التقى بجماعة في القدس قدموه عبر الانترنت إلى شخص كولومبي، فعرض عليه الكولومبي 100 جنيه مصري مقابل كل صورة يلتقطها للمتظاهرين في دمشق. كما ذكر أنه حين عبر من إسرائيل إلى الأردن سأله رجال الأمن الاسرائيليون عما إذا كان يرغب بأن يختموا جواز سفره الأميركي فطلب منهم أن لا يفعلوا باعتباره سيعود من الأردن إلى دمشق، وهو آخر ما قاله في "اعترافاته" على شاشة التلفزيون السوري..

وواضح من "الاعترافات" أن الخطير فيها ليس حقيقيا بالمرة، بل تم وضعه على لسانه كما يبدو، لأن المهندس محمد رضوان هو عازب بلا مسؤوليات ومن عائلة مصرية ثرية ويقيم بمفرده في دمشق منذ 10 أشهر حيث يعمل مديرا لفرع شركة "بترو غرافيك" التي يملكها والده شراكة مع آخرين، كما أن مبلغ 100 جنيه مصري، أي تقريبا 17 دولار عن كل صورة يلتقطها، لا يغري شخصا مثله.

وكانت "العربية.نت" اتصلت أيضا بشقيقه الوحيد، وهو طارق الذي يكبره بعامين والمقيم مع زوجته في ولاية فيرجينيا حيث يدرس الماجستير في العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن، فاستغرب طارق أن تعتقل السلطات السورية شقيقه بتهمة التقاط صور لصالح إسرائيل، وقال إن اليوتيوب والفضائيات تغطي ما يحدث مباشرة للمشاهدين في العالم كله "فمن هو الذي يحتاج من بعدها لأي صورة ؟"

وكرر طارق ما ذكره والده من أن شقيقه محمد إنسان محب للسفر وقد أمضى سنة كاملة يتجول فيها بين دول أميركا اللاتينية من مصروفه الخاص "هل يحتاج الى أن يدفع أحدهم 17 دولارا ليلتقط له صورة ؟" وفق تعبيره ع "العربية.نت" عبر الهاتف.

وتحركت القاهرة رسميا أيضا لاعتقال المهندس محمد رضوان، فذكر السفير محمد عبد الحكم، وهو مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية، أن السفارة المصرية بدمشق أجرت اتصالات مع وزارتي الداخلية والخارجية في سورية للوقوف على ملابسات القبض على الشاب، وأن السفير المصري لدى سورية اتصل فور نبأ القبض عليه بالسلطات السورية للتأكد من حسن معاملته لحين إنهاء إجراءات التحقيق معه بما يضمن حقوقه كاملة، ومن بعدها بساعات أسقطت السلطات السورية عن رضوان شبهة "التخابر مع العدو" إلا أنها أبقت عليه معتقلا.

وسيحاول المهندس أبو بكر رضوان التوجه اليوم الاثنين برفقة السفير المصري في دمشق إلى وزارة الداخلية السورية ليطالب رسميا بزيارة ابنه والوقوف منه شخصيا على ملابسات اعتقاله. وقال الوالد إنه متفائل بأن تطلق السلطات السورية سراح ابنه بريئا في اليومين المقبلين. كما ذكر أن ابنه من النوع البسيط "أي عقليته أميركية" كما قال.