مفاجأة.. سد النهضة يبدأ التخزين وبوار آلاف الأفدنة بسبب نقص المياه.. المواطنون يعودون للقرن الـ 19.. وشركة المياه الحل في"الفناطيس".. والري تنفي.. وتؤكد:"الأرز السبب وغرامات ومحاضر للمخالفين وتحلية مياه البحر والصرف لمواجهة عجز المياه"
لازالت أزمة انقطاع مياه الشرب ونقص مياه الري، تعصف بالمحافظات في أزمة هي الاكبر من نوعها خلال العقود الماضية، وتفاقمت الأزمة للحد الذي دفع المواطنون للخروج في تظاهرات وقطع عدد من الطرق الرئيسية لإيصال شكواهم للمسئولين.
وأدى نقص مياه الري في عدد من المحافظات إلى بوار آلاف الأفدنة الزراعية، وهو ما يهدد بموجة ارتفاع في أسعار الخضروات والفاكهة خلال الفترة القليلة المقبلة، حيث شهدت محافظة الدقهلية أزمة في مياه الري، بقرى ومراكز بلقاس والسنبلاوين والمنزلة وميت غراب والأورمان وشبرهور ودكرنس وقرى أخرى، لتكون مثالًا للأزمة في المحافظات المختلفة.
وردت محافظة الدقهلية، على الأزمة في بيان لها، أنه تم تكليف وكيل وزارة الري بالمحافظة بعمل مناوبات لوصول المياه إلى الترع والمآخذ الفرعية، إلى جانب إزالة الحواجز والكباري التي تعوق وصول المياه إلى بعض المناطق.
وأكد المهندس عزت الصياد رئيس مجلس ادارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالدقهلية، بدء عمل مناوبات بين المحطات، ورفع كفاءة بعضها واعادة تجديدها ونقل المياه باستخدام "الفناطيس" للمناطق التى تشهد أزمة مياه.
كما شهدت عدة محافظات أزمة في مياه الشرب، الأمر الذي دفع المواطنين إلى اللجوء إلى الطلمبات الحبشية القديمة لتوفير احتياجاتهم من المياه إلى جانب استعانتهم بـ"جراكن" لتوفير المياه من القرى المحيطة بهم في مشهد يعيد للذاكرة معاناة المصريين في مطلع القرن الماضي في جلب المياه بالطرق البدائية، كما نظم الأهالى العديد من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بتوفير المياه حيث وصل انقطاعها في بعض القري والمناطق بالمحافظات إلى عدة أسابيع.
من جهته أكد المهندس وليد حقيقي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الري، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن زراعة الأرز المخالف سبب أزمة نقص مياه الري ببعض المحافظات، قائلًا:" ارتفاع اسعار الارز دفع الناس لزراعته بمساحات كبيرة، حيث أن المرخص هذا العام للزراعة هو 1.2 مليون فدان، فيما تم رصد 500 ألف فدان زراعات مخالفة حتى الآن ويتوقع أن تصل إلى 800 ألف فدان بنهاية الموسم كما أن بذور القطن تأخرت في الطرح فتمت الزراعة في وقت واحد للمحاصيل".
وأضاف، حقيقي،:" بعض الفلاحين قاموا بزراعة جميع أراضيهم بالأرز وهو ما أدي إلى نقص المياه بالترع بشكل كبير، ونقوم بإزالة جميع الزراعات المخالفة وفرض غرامات محددة بقيمة 1800 جنيه للفدان، فى المناطق التى تروى مباشرة بالمياه، ومبلغ 2800 جنيه فى المناطق التى توفر فيها الوزارة محطات لرفع المياه"، لافتًا إلى أن الوزارة لن تتواني في تحصيل هذه الغرامات وتحرير محاضر ضد المخالفين لقرار زراعة الأرز بالحافظات.
وعن ما تردد بقيام الوزارة بإزالة مساحات كبيرة من زراعات الأرز المخالفة قبل حصادها وبعد أن تم إهدار كميات كبيرة من مياه الري وتلف المحصول في ظل أزمة الأرز الحالية، قال:" نحن نقوم بإزالة الرزاعات المخالفة في بداية الزراعة وليس عند قرب اكتمال المحصول والحصاد حيث توقع الغرامات ويتم تحرير المحاضر فقط لهذه الزراعات دون إزالة المحصول".
وفيما يخص أزمة مياه الشرب، قال متحدث الري،:" شركات المياه تسال عن ذلك وليس الوزارة".
وحول أزمة سد النهضة ونقص المياه القادمة لمصر عن طريق النيل الأزرق، كشف الدكتور نادر نور الدين، الخبير الدولي وأستاذ المياه بجامعة القاهرة، عن بدء إثيوبيا في ملئ خزانات سد النهضة لتخزين 14.5 مليار متر مكعب لتشغيل أول توربينين كهرباء لتوليد 700 ميجاوات من إجمالي 6000 ميجا متوقع توليدهم من 16 توربين العام القادم 2017 بعد تخزين 74.5 مليار في عامين!!".
وأضاف نور الدين في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"،:"النيل الأزرق في أدني حالاته وأشقاؤنا في السودان أصبحوا يعبرونه سيرًا على الأقدام بعد تسع سنوات جفافًا ويؤدون صلاة الإستسقاء حتى يرزقنا الله بفيضان غزير هذا العام يعادل فيضان عام 1988 ونرجو أن تستجيب دعواتهم، ولكن الأمم المتحدة تتوقع أن تشهد إثيوبيا ودول القرن الإفريقي أسوأ سنوات الجفاف في عام 2016، ووسط كل هذا القحط الخانق وتوقف ثلاثة سدود سودانية عن توليد الكهرباء بسبب نضب مخزونهم من المياه وتدني مستوى المياه في بحيرة ناصر إلى أقل مستوياتها تصر إثيوبيا على تخزين المياه خلف السد".
وتابع الخبير الدولي : "يا بلدنا راجعي مواقفك فلا أمل ولا رجاء من التفاوض مع الإثيوبيين واسالوا عمر سليمان ومبارك".
وأعلنت إثيوبيا بدء افتتاح المرحلة الأولى من سد النهضة مطلع يوليو المقبل، حيث يشارك رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الاحتفالات الإثيوبية خلال زيارته لـ" أديس أبابا" المرتقبة.
ورد المهندس وليد حقيقي، متحدث وزارة الري، قائلًا:" لم يحدث أن تم احتجاز المياه خلف سد النهضة حتى الآن".
وأشار حقيقي، إلى أن الوزارة تسعى لإجراءات احترازية بالتعاون مع كافة الوزارات والجهات المعنية، لمواجهة عجز المياه تتمثل في تحلية مياه الآبار الجوفية باستخدام تنكولوجيا رخيصة الثمن وإعادة استخدامها في زراعة محاصيل استراتيجية إلى جانب تحلية مياه البحر لتوفير المياه للمحافظات والمدن الساحلية.
وأضاف متحدث الري،:" نسعى لتطوير طرق الري الحديث من خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة والحد من فاقد الترع والمصارف إلى جانب معاجلة مياه الشرب والصرف الصحي، مع ترشيد استهلاك المياه وزيادة الموارد غير التقليدية وحل مشكلات تلوث المجاري المائية والترع ومعالجة مياه الصرف الزراعي وتعظيم الاستفادة من مياه الأمطار والسيول".