هدوء مشوب بالحذر الشديد تشهده القرية البيضاء "مهندسين"، وهي إحدى قرى النهضة بالإسكندرية، والتي تضم أكثر من 20 قرية ونجع تتبع حي العامرية أول وثان غرب الإسكندرية، بعد أحداث الاشتباكات التي شهدتها القرية قبل يومين بين مسلمين وأقباط بسبب الاعتداء على مبنى قيل إنه تابع لكنيسة العذراء والملاك ميخائيل والذي يقع بالقرية البيضاء 1 التي تبعد مسافه 7كيلو عن قرية البيضاء" المهندسين ".

ووسط تواجد أمني مكثف بالقرية وأمام المبني الذي فجر الأزمة، " فيتو" تمكنت من اختراق الحصار المفروض على القرية من أهلها أنفسهم،قبل الأمن وتجولت في شوارع القرية الهادئة واستمعت للجانبين.

شرارة بداية الأحداث
يقول محمد حجاز، أحد كبار القرية أن الأزمة بدأت عندما وصل للأهالي قيام أحد الأقباط بأستكمال مبني قيل أنه تابع لكنيسة العذراء، بقرية البيضاء 1 لتحويله لكنيسة جديدة، والمبني كان مكون من دور أرضي سكني "مضيفه " وتم بناء دورين بها وكان يتم أستكمال الدور الثالث ليتحول لكنيسة جديدة.

ويضيف:"أن بعض الأهالي حاولوا التحدث معه ألا أن رده كان أنه حر يبني كنيسة أو أي شئ، مؤكدا أن المبني اشتراه أحد القساوسة من أبنه المقيم في إيطاليا "ومحدش له حاجه عندنا" لافتا أنها ليست المرة الأولى فقد سبق هذا الأمر محاولات عقب ثورة 25 يناير 2011 وتم اتخاذ تعهدات عرفية بعدم بناء أي شئ خاصه بالكنيسة نظرا لأن عدد الأقباط قليل للغاية، والمبني ليس له أي تراخيص أو وضع قانوني وأستمر الوضع هكذا سنوات طويلة ".

بداية الأحداث
ويتابع مصطفى عوده، أنه يوم الجمعه وعقب الصلاة تجمع بعض أهالي القرية بعد أن تأكدوا بوجود أعمال بناء داخله، وحاولوا التحدث مع عم " نعيم " وأثناء هذا قام بعض الأشخاص من داخال المبني بقذف الأهالي بالطوب ليتبادل الطرفان التراشق بالطوب.
ويكمل عوده، بدأت اعداد الأهالي تزداد والاشتباكات تدور بشكل أكبر وأعنف، وتم أحراق موتوسكيل تابع لأحدي الأقباط المتورطين وجاء أحد القساوسة وأشتبك مع الأهالي، ليتدخل بعد ذلك الأمن ويفصل بين الجانبين ويلقي القبض على عدد من الأشخاص من الجانبين.

الأقباط يتحدثون
"م.ن " أحد المتهمين في الأحداث والذي أفرجت عنه النيابة، يقول:"فوجئنا بعد صلاة الجمعة بتجمع أهالي القرية وقدومهم على المبني وهو تابع لكنيسة العذراء والملاك ميخائيل، وبدؤا في تبادل الشتائم والاشتباك معانا، فدافعنا عن المبني وفوجئنا أن القرية بأكلمها تشتبك معانا".

ويضيف :جاءت قوات الأمن بشكل سريع بعد الاشتباكات وألقوا القبض على 5 معي،وذهبنا للقسم وفوجئنا بأننا متهمين بإقامة مبنى بدون تراخيص، وإقامة شعائر دينية بدون تراخيص".

من جانبه، يشير القمص بقطر ناشد، مسئول كنائس النهضة بالعامرية، إلى وجود تواصل مستمر مع عقلاء المنطقة من المسلمين والنواب للعمل على تهدئة الأوضاع، بقرية البيضاء.

وأضاف أن الأزمة بدأت برسامة كاهن جديد لمبنى الخدمات لمساعدة كاهن كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بـ(القرية البيضاء) في إقامة الصلوات والقداسات الدينية، وهو ما أثار غضب البعض، وأدى إلى الاعتداء على مبنى الخدمات وسيارة الكاهن، لافتا أن المبنى مقام منذ عام 2009 ويرفض الحي منحنا ترخيص.

النواب يتدخلوا
قال النائب رزق راغب، أحد نواب العامرية، إن أزمة القرية البيضاء المهندسين، في طريقها للحل، فجميع أهل القرية عائلة واحدة شأن كل القرى المصرية، ونحن على تواصل مع جميع الأطراف وهناك جلسة مصالحه ستعقد خلال ساعات لحل الأزمة برمتها. 

يذكر أن بالقرية البيضاء شهدت اشتباكات بين مسلمين وأقباط خلال الساعات الأخيرة.