"غرام فانتقام ثم فتنة طائفية".. بوتيرة متسارعة تتطور الأحداث من علاقة عاطفية تجمع طرفين أحدهما قبطي وآخر مسلم إلى حرب بين عائلتين، سرعان ما تشعل لهيب فتنة يكتوي بنارها الجميع، وتنتهي تاركة وراءها أنهارًا من الدماء تروي الكراهية، بيوت محترقة، وأسر مهجرة.
كان آخر هذه الأحداث ، ما شهدته قرية الكرم بمحافظة المنيا الجمعة الماضية، وذلك بعد انتشار شائعة عن وجود علاقة عاطفية بين شاب مسيحي يدعى أشرف عطية و فتاة مسلمة، وعلى إثر تلك الشائعة تلقى الشاب المسيحي العديد من التهديدات من اهل القرية، وحرر والديه محضرًا بقسم الشرطة يوم الخميس الماضي ينص على تلقيهم تهديدات.
ففي الثامنة من مساء يوم الجمعة الماضي قام ما يقرب من 300 شخص يحملون الأسلحة بأنواعها المختلفة بالتعدي على 7 منازل للأقباط وقاموا بحرقها وسرقتها، إلي جانب التعدي على سيدة مسنة وتجريدها من ملابسها مشهرين بها أمام الجموع المتواجدة بالشارع، ووصلت الشرطة لمقر الواقعة وتم القبض على 6 أفراد، مستمر التحقيق معهم حتى الان.
أحداث عنف عديدة شهدها المجتمع كان بطلها شاب وفتاة مختلفي الديانة، خلَّفت قتلى ومصابون وخسائر تقدر بالملايين.. ويرصد "الدستور" أبرز تلك الحوادث على مدار الخمس سنوات الماضية، في السطور التالية:
* الواقعة الأولى.. يوليو 2010 ..
كانت "كاميليا شحاتة" سيدة لا يعرفها أحد حتى جاء شهر يوليو من العام 2010 عندما تظاهر مئات المسيحيين من قرية دير أبو مواس بالمنيا في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية؛ احتجاجاً على اختفاء زوجة القس "تادرس سمعان".. وهو ما بدا وقتها بأنه بوادر أزمة طائفية جديدة.
وعلى الرغم من استطاعة الأمن التوصل للزوجة المختفية بعد 4 أيام فقط من الواقعة، وأنها كانت مقيمة عند أقاربها بالقاهرة؛ نتيجة لخلافات عائلية مع زوجها، إلا أن الأقاويل والشائعات انطلقت بين السلفيين بأن كاميليا أسلمت، ولذلك هربت من زوجها.. وأن الأمن سلمها للكنيسة رغماً عنها.
وقام السلفيون فى الإسكندرية والقاهرة بمظاهرات ضد الكنيسة والبابا شنودة مطالبين بظهور كاميليا شحاتة وتفتيش الأديرة والكنائس للبحث عنها، حتي خرجت كاميليا على إحدى القنوات الفضائية وتؤكد اعتناقها المسيحية وأن كل ما حدث كان بسبب خلافات زوجية مع زوجها وتم التصالح بينهما وقتها وأنه لا صحة مطلقاً لإشهار إسلامها.
* الواقعة الثانية .. مارس 2011..
وقعت حادثة هدم وحرق لكنيسة في قرية صول بمركز أطفيح بمحافظة القاهرة، في أعقاب علاقة بين رجل مسيحي وامرأة مسلمة، وكانت أول حادثة لاشتباكات طائفية في مصر بعد ثورة 25 يناير.
* الواقعة الثالثة.. مايو 2011..
فجرت قضية "عبير" أو "كريستين وهيب عبد المسيح" سابقا التي فرّت من أسرتها وزوجها في منطقة ساحل سليم بمحافظة أسيوط جنوب مصر، وارتبطت بشاب مسلم وعاشت معه فترة في منطقة بنها، في تفجير واحدة من أسوأ أحداث العنف الطائفي في مصر بعد ثورة 25 يناير.
وبدأت الأحداث بعد اتصال تليفوني يفيد بوجود كريستين- التي أشهرت إسلامها- داخل منزل مجاور لكنيسة ماري مينا في إمبابة، ما دفع بمجموعة من المسلمين من بينهم عناصر تنتمي للتيار السلفي للكنيسة؛ لطلب البحث عن عبير وتسليمها.
وتطورت الأحداث بإطلاق نار ومولوتوف من منازل مجاورة للكنيسة، مما أدى لاندلاع اشتباكات وقع خلالها 16 قتيلاً وأكثر من 240 مصاباً، غالبيتهم العظمى من المسلمين.
ورداً على إطلاق النار؛ توجهت مجموعة من الجمهور الغاضب لكنيسة مجاورة في شارع الوحدة وقامت بإحراقها، فيما أحرق مسيحيون عدة محال مجاورة لكنيسة ماري مينا.
ووجهت النيابة إلى "عبير" تهم التزوير لعقد إشهار اسلامها بعد أن ادعت أنها آنسة على غير الحقيقة رغم كونها متزوجة من مسيحي وأنجبت منه طفلة.. كما وجهت لها تهمة الجمع بين زوجين كونها تزوجت "عرفياً" في نفس يوم إشهار إسلامها وهي على ذمة رجل آخر، بالإضافة إلى التهمة الأساسية وهي تكدير الأمن العام.
* الواقعة الرابعة.. سبتمبر 2011..
نشبت مشاجرة بالشوم والعصى والحجارة فى ميدان مدينة المنشأة بمحافظة سوهاج بين المسلمين والمسيحيين، أسفرت عن إصابة شخصين من كلا الطرفين؛ بسبب تداول أهالى المدينة الأحاديث عن علاقة عاطفية بين "ميكانيكي" مسلم وفتاة مسيحية، وترددت أقاويل وقتها عن وجود صور لهما على أجهزة الهاتف المحمول.
وسيطرت أجهزة الأمن آنذاك علي أحداث الفتنه بالتعاون مع القوات المسلحة من خلال فرض تواجد أمني مكثف داخل المدينة، وإلقاء القبض على 7 متهمين.
* الواقعة الخامسة.. يناير 2013..
كاد هروب فتاة مسلمة في العقد الثانى من عمرها مع شاب مسيحى بمنطقة الأزهرى ببنى سويف أن يشعل نار فتنة طائفية بالمحافظة؛ بعدما هربا معا إلأى منطقة إمبابة بالقاهرة ليتزوجا هناك.
وعندما علم أهل منطقة إمبابة بالواقعة؛ أبلغوا الشرطة التى ألقت القبض عليهما.. وبإحالتهما للنيابة؛ أمرت بحبس الشاب والفتاة 4 أيام على ذمة التحقيق.
* الواقعة السادسة.. نوفمبر 2013..
وقعت أعمال عنف طائفية بين المسلمين والأقباط بقرية نزلة البدرمان بمحافظة المنيا، أسفرت عن مقتل شخص، وإصابة 6 وحرق 12 منزلا، علي خلفية ارتباط فتاة مسلمة بعلاقة عاطفية مع شاب قبطي يعمل تاجر قماش متجول، بعد أن اصطحبها وشقيقه إلى القاهرة، وقاما بالتعدي عليها- حسب رواية شهود العيان وقتها-.
وتمكن أحد أبناء القرية من إعادتها إلى أهلها بعد مشاهدتها فى منطقة مسطرد بالقاهرة، عقب انتشار شائعة اختطافها.
* الواقعة السابعة.. ديسمبر 2013..
تسببت شائعات عن علاقة عاطفية بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة.. فضلا عن خلافات قديمة بين أقباط ومسلمين بقرية نزلة البدرمان بمركز ديرمواس بالمنيا بسبب تداعيات عزل الرئيس السابق محمد مرسي، في وقوع اشتباكات طائفية بين الأهالي.. ما أسفر عن سقوط قتيلين وإصابة 16 آخرين وحرق 3 منازل للأقباط.
* الواقعة الثامنة.. نوفمبر 2015..
نشأت علاقة بين ربة منزل مطلقة مسلمة، مع شاب مسيحي مجاور لمنزل طليقها أزمة في مركز طامية بالفيوم، وهربت معه وعاشا شهرين في الإسكندرية.
وبعد علم عائلتها؛ ذهبوا إليها وقتلوها، بينما هرب الشاب دون أن يعلم أحد مكان اختفائه.. وانتهت الأزمة بجلسة صلح بين أسرتي الطرفين، تجنبًا لحدوث فتنة طائفية في قريتهما.
* الواقعة التاسعة.. ديسمبر 2015..
نشأت قصة حب بين سيدة مسلمة متزوجة- 26 عامًا، من مدينة طامية بالفيوم، وشاب مسيحي يسكن في المنزل المجاور لمنزل زوجها، ولم يكن بمقدورهما أن يواجها أهلهما فهربا معًا، وتزوجا، بعد أن اعتنقت المسيحية وعاشا معًا ثلاثة أعوام في محافظة الإسكندرية وأنجبا طفلين.
وجاءت برفقة زوجها إلى منزل أهله المجاور لمنزل طليقها فرأتها ابنتها من زوجها الأول فتعرفت عليها، بعدما أبلغت الطفلة جدها أنها رأت أمها في منزل الجيران، ذهبوا إلى منزل الجيران وأخذوها من المنزل بالقوة، وقام أعمامها وأبنائهم، بقتلها للتخلص من عارها.
وفي إحدي جلسات الصلح بين العائلتين، شترطت أسرة السيدة، على أهل الشاب الذي تزوجته ابنتهم أن يبيعوا منزلهم ويتركوا القرية للأبد، وألا يروا أحدهم في القرية مرة أخرى، فوافق أهل الشاب حفاظًا على ابنهم الذي فر برفقة نجليه.
الواقعة العاشرة.. وهي التي تم الإشارة إليها في البداية والشهيرة بواقعة "سيدة الكرم".. والتي يتم التحقيق فيها حتى الآن بعد أن تم القبض على 5 متهمين واستمرار البحث عن آخرين متورطين.